يوسف صديق واتصالاته بالعمال خلال أزمة مارس

من كتاب للدكتور عبد العظيم رمضان
بعنوان: الصراع الاجتماعى والسياسي فى مصر

ويتضح من التحقيق التاريخى الذى أجريته لهذه الحركة باتصالاتى بالقيادات العمالية التى لعبت الدور الرئيسى فيها، وبالرجوع الى المصادر الرئيسية أن التسابق على كسب القوى البروليتارية كان قائما بين قوى الثورة البورجوازية المضادة وقوى الثورة المؤيدة لعبد الناصر فطبعا لما ذكره الصاوى أحمد الصاوى، رئيس اتحاد نقابات عمال المشترك الذى نفذ أضراب واعتصام 26 مارس المؤيد لاستمرار الثورة، فان القائمقام يوسف صديق قد اتصل به مرتين وتم لقاؤه به مرتين فى أعقاب كل اتصال، وكانت المقابلة الأولى فى اللواء السابع مشاة بالعباسية حيث كان يجتمع حينذاك ببعض الضباط بينهم خالد محيى الدين.
أما المقابلة الثانية فتمت فى بيت يوسف صديق نفسه بضاحية الزيتون وكان الاتفاق على أن يقوم عمال النقل المشترك باضراب مؤيد لتصفية الثورة عند حلول ساعة الصفر.
على أن هذه الاتصالات كانت خاضعة لرقابة جماعة عبد الناصر، ففى صباح اليوم التالى للمقابلة الأولى، كان الضابط عبد العظيم شحاته يزور الصاوى أحمد الصاوى ليستفسر منه عن أسباب ذهابه للواء السابع، أما بعد المقابلة الثانية، فكان الصاوى هو الذى ذهب -على حد قوله- الى هيئة التحرير ليبلغ كل من الصاغ ابراهيم الطحاوى السكرتير العام المساعد للهيئة والصاغ عبد الله طعيمة مدير النقابات بنبأ هذه المقابلة.
 وعلى كل حال فقد كان معروفا لدى القيادات العمالية الأخرى أن موقف اتحاد نقابات عمال النقل المشترك هو مؤيد لتصفية الثورة، وأن هذا الاتحاد سوف يشترك فى الاضراب الذى قررت نقابة المحامين القيام به يوم الأحد 28 مارس استنكارا لحوادث الاعتداء على المعتقلين والمسجونين وقد لعبت الظروف دورها فى انتقال هذا الاتحاد من فريق الثورة المضادة الى فريق الثورة فى آخر لحظة.

ملحق رقم (1) الصاوى أحمد الصاوى عن أحداث أزمة مارس 1954:

دار الحــــوار يوم 1974/11/15

كانت لنا علاقة بالقائمقام يوسف صديق منذ قيام الثورة وبعد قرارات مجلس الثورة يوم 5 مارس 1954، أرسل مندوبا لاستدعائى لمقابلته فى اللواء السابع بالعباسية. وأذكر أن ذلك كانيوم 10 مارس وقد ذهبت ومعى سكرتير النقابة للقائه وهناك وجدت حركة كبيرة داخل اللواء وكان اللواء وكان اجتماع موجود به يوسف صديق وخالد محيى الدين.
وقابلت يوصف صديق فأخبرنى أنه قد جهز كل شئ بين طلبة الجامعات وغيرهم من الطوائف ولم يبق غير العمال، وطلب الى التعاون بعمل اضراب ساعة الصفر، فوافقت، ولكن فى صباح اليوم التالى عند ذهابى الى الجراج وجدت البكباشى عبد العظيم شحاته منتظرنى، وسألنى عن أسباب ذهابى الى اللواء السابع، فأنكرت وقلت اننى كنت فى مدنية العمال لحل بعض المشاكل العمالية -وكنت هناك فعلا ولكن قبل ذهابى الى اللواء السابع- ولم أعترف بشئ.
وبعد أيام وأذكر أن ذلك كان يوم 17 مارس، أرسل القائمقام يوسف صديق فى استدعائى مرة أخرى لمقابلته فى بيته فى الزيتون، فذهبت حذرا، وكان موجودا عنده بعض الضباط، وطلب  الى أن أكون على استعداد لعمل اضراب مؤيد لتصفية الثورة وعندما قلت له أن الاضراب سوف يترتب عليه خسائر مادية للعمال، قال أنه سيصرف عشرة آلاف جنية على سبيل التعويض.
وعندما سألته عن نصيب العمال من غنائم الحركة، قال أنه سيتألف حزب للعمال وسيكون لنا منه النصيب الاوفى، على أننى عدت الى بيتى وفكرت فى المسألة، قررت أن أخبر الصاغ طعمية بما جرى، فذهبت ليلا الى هيئة التحرير بعابدين وقابلت الطحاوى وطعيمة، وأعلمتهما بالمقابلة فشكرانى واتصلا بعبد الناصر وأخبراه بما قلت لهما، فطلب اليهما أن أستمر فى التظاهر بالعمل مع جماعة يوسف صديق وفى يوم 26 مارس أعلنا الاضراب تأييدا للثورة.

س: من طلب اليك اعلان الاضراب..؟
ج: نحن اجتمعنا مساء يوم 26 وقررنا الاضراب والاعتصام تأييدا للثورة وأرسلت فى دعوة مندوبى 64 نقابة تابعة للاتحاد ولاتخاذ القرار أيضا "لم تسفر المناقشة الطويلة مع الصاوى عن تحديد من طلب اليه اعلان الاضراب أو صاحب الفكرة فى هذا الاضراب".

س: لماذا أيدتم الثورة ولم تؤيدوا جماعة محمد نجيب..؟
ج: أيدنا الثورة لما رأيناه من ظلم أصحاب الشركات وكنا نخشى اذا انتهت الثورة أن تعود سيطرة أصحاب الشركات من جديد.
___________________

تناول الأستاذ محمود توفيق فى رسالته المنشورة فى بداية هذا الكتاب بالتعليق  ما جاء على لسان صاوى أحمد صاوى فى هذا الشأن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق