فى يوم من أيام شهر أكتوبر سنة 1951، وكنت قد وصلت الى رتبة البكباشى (المقدم)، وكنت أعمل قائد ثانى كتيبة مدافع الماكينة الأولى المشاة فى (القنطرة شرق)، زارنى وحيد رمضان وهو ضابط كانت عمليات (فلسطين) قد كشفت عن شجاعته وصلابته ووطنيته العالية.
عرض على (وحيد رمضان) أن أنضم الى (الضباط الأحرار) وكنت أسمع عنهم لأول مرة حيث كنت فى السنوات السابقة لهذه الفترة فى السودان ومنقباد.
فلما سألته عن برنامجهم وأهدافهم وسياستهم أخرج لى ثلاثة منشورات من المنشورات التى نشروها بين الضباط (والتى لم تصلنى قبل ذلك نسخة منها).
وكانت المنشورات ترسم للضباط الأحرار خطا وطنيا يعبر بصدق عن أهداف الشعب التى ظل يطالب بها من أيام الثورة العرابية من الحصول على حياة ديمقراطية سليمة تتوفر فيها الحرية الكاملة للشعب وتندد بسياسة الحكم الملكى الفاسد، وصفة عامة كانت تطابق احلامى وتدعو الى تحقيق الثورة المختزنة فى صدرى.
ووافقت على الانضمام الى الحركة، فقال لى أنه مكلف بإبلاغى فى حالة الموافقة على أن تسند الى قيادة كتيبتى (ك أ مدافع ماكينة) واطلعنى على اسماء الضباط الأحرار بالكتيبة، وباشرت قيادتى الجديدة فى اليوم نفسه، حيث عقدت اجتماعا مع الضباط الأحرار، ناقشنا فيه أسلوب العمل وكنت بطبيعة الحال قد سألت وحيد عن قيادة الضباط الأحرار، فأبلغنى أن أقابل (البكباشى جمال عبد الناصر) عند ذهابى للقاهرة، وكان (جمال) يعمل مدرسا فى كلية أركان الحرب.. ولم أكن أعرفه قبل ذلك حتى أننى عندما ذهبت للقاهرة وتوجهت الى كلية الأركان حرب كنت اتحاشى أن أسأل عنه أى ضابط برتبة البكباشى مخافة أن يكون هو..
قابلت (جمال) وكان طبيعيا أن أسأله فى هذا اللقاء الأول عن الضباط الذين يعملون فى قيادة الحركة لأن انضمامى اليها يحملنى مسئولية، حيث أننى كنت أقدم منه فى الرتبة، وكان جمال يؤجل ويسوف ويقول لى:ستعرفهم فى الوقت المناسب، وفى هذا اللقاء الأول قال لى (جمال) أن احترام الرتبة العسكرية سيكون له اعتباره بعد نجاح الثورة، وذلك يعنى أن يتولى أقدم الضباط رتبه رئاسة العمل، ولما الححت عليه بضرورة معرفتى على الأقل للضباط الأقدم منى لمجرد الاطمئنان اليهم أخبرنى بأن أقدم ضابط هو (اللواء محمد نجي[) فاسترحت لهذا الأسم الذى كنت أكن له كثيرا من الاحترام والحب لما يمتاز به من صفات طيبة وسمعة طيبة بين ضباط الجيش، علاوة على أنه كانت تجمعنى به صلة الجوار فى السكن، حيث كنا نسكن فى بيتين متقاربين فى (حلمية الزيتون).
كنا فى هذه الأيام نحصل على اجازة لمدة حوالى أربعة أيام كل مدة ملعومة أذكر أنها كانت كل 45 يوما، فكان الوقت الذى نقضية فى القاهرة، نزور فيه عائلاتنا ونقضى بعض مصالحنا، فكانت فرصة اللقاء مع الضباط الأحرار قليلة ومحدودة، ولكن جيرتى للواء (محمد نجيب) فى السكن كانت تتيح لى فرصة زيارته فى كل مرة أنزل فيها الى القاهرة، وبطبيعة الحال أخبرته بانضمامى لصفوف الضباط الأحرار.
غير أننى لاحظت أننى كنت كلما سألته عن أى شئ بخصوص العمل صغيرا كان هذا الشئ أو كبيرا فأنه كان يحيلنى الى (جمال).
كما لاحظت فى أثناء قيادتى للكتيبة الأولى مدافع ماكينة (بالقنطرة شرق) أن بعض ضباط الكتيبة الأصاغر يقومون فى موعد ثابت كل يوم عند المساء بالتجمع والخروج الى جهة ما كأنهم يقومون بعمل معين.. وكان أكثرهم تحمسا لهذا العمل اليوزباشى (عبد المجيد شديد) وبمناقشته علمت منه ومن شركائه فى هذا النشاط، أنه كانت هناك خطة موضوعة لنسف سفينة واغراقها فى قنال السويس بواسطة لغم، وان اللغم وصل بالطائرة الى العريش بواسطة ضباط الطيران الأحرار، وان هذا هو موضوع نشاطهم، لاحضار اللغم استعدادا لتنفيذ الخطة عند صدور الأوامر.
كانت مفاجأة لى أن اكتشف أن هناك عملا خطيرا كهذا يكلف به ضباط تحت قيادتى وأنا لا أعلم شيئا، فلما كاشفت (جمال) بذلك فى أول لقاء بعد علمى بهذا الموضوع أخبرنى بأن هذا العمل كان مقررا قبل أن أتولى قيادة الكتيبة.. وأن عدم علمى ربما جاء نتيجة بعض أخطاء فى العمل، وأنها لم تكن مقصودة.
عرض على (وحيد رمضان) أن أنضم الى (الضباط الأحرار) وكنت أسمع عنهم لأول مرة حيث كنت فى السنوات السابقة لهذه الفترة فى السودان ومنقباد.
فلما سألته عن برنامجهم وأهدافهم وسياستهم أخرج لى ثلاثة منشورات من المنشورات التى نشروها بين الضباط (والتى لم تصلنى قبل ذلك نسخة منها).
وكانت المنشورات ترسم للضباط الأحرار خطا وطنيا يعبر بصدق عن أهداف الشعب التى ظل يطالب بها من أيام الثورة العرابية من الحصول على حياة ديمقراطية سليمة تتوفر فيها الحرية الكاملة للشعب وتندد بسياسة الحكم الملكى الفاسد، وصفة عامة كانت تطابق احلامى وتدعو الى تحقيق الثورة المختزنة فى صدرى.
ووافقت على الانضمام الى الحركة، فقال لى أنه مكلف بإبلاغى فى حالة الموافقة على أن تسند الى قيادة كتيبتى (ك أ مدافع ماكينة) واطلعنى على اسماء الضباط الأحرار بالكتيبة، وباشرت قيادتى الجديدة فى اليوم نفسه، حيث عقدت اجتماعا مع الضباط الأحرار، ناقشنا فيه أسلوب العمل وكنت بطبيعة الحال قد سألت وحيد عن قيادة الضباط الأحرار، فأبلغنى أن أقابل (البكباشى جمال عبد الناصر) عند ذهابى للقاهرة، وكان (جمال) يعمل مدرسا فى كلية أركان الحرب.. ولم أكن أعرفه قبل ذلك حتى أننى عندما ذهبت للقاهرة وتوجهت الى كلية الأركان حرب كنت اتحاشى أن أسأل عنه أى ضابط برتبة البكباشى مخافة أن يكون هو..
قابلت (جمال) وكان طبيعيا أن أسأله فى هذا اللقاء الأول عن الضباط الذين يعملون فى قيادة الحركة لأن انضمامى اليها يحملنى مسئولية، حيث أننى كنت أقدم منه فى الرتبة، وكان جمال يؤجل ويسوف ويقول لى:ستعرفهم فى الوقت المناسب، وفى هذا اللقاء الأول قال لى (جمال) أن احترام الرتبة العسكرية سيكون له اعتباره بعد نجاح الثورة، وذلك يعنى أن يتولى أقدم الضباط رتبه رئاسة العمل، ولما الححت عليه بضرورة معرفتى على الأقل للضباط الأقدم منى لمجرد الاطمئنان اليهم أخبرنى بأن أقدم ضابط هو (اللواء محمد نجي[) فاسترحت لهذا الأسم الذى كنت أكن له كثيرا من الاحترام والحب لما يمتاز به من صفات طيبة وسمعة طيبة بين ضباط الجيش، علاوة على أنه كانت تجمعنى به صلة الجوار فى السكن، حيث كنا نسكن فى بيتين متقاربين فى (حلمية الزيتون).
كنا فى هذه الأيام نحصل على اجازة لمدة حوالى أربعة أيام كل مدة ملعومة أذكر أنها كانت كل 45 يوما، فكان الوقت الذى نقضية فى القاهرة، نزور فيه عائلاتنا ونقضى بعض مصالحنا، فكانت فرصة اللقاء مع الضباط الأحرار قليلة ومحدودة، ولكن جيرتى للواء (محمد نجيب) فى السكن كانت تتيح لى فرصة زيارته فى كل مرة أنزل فيها الى القاهرة، وبطبيعة الحال أخبرته بانضمامى لصفوف الضباط الأحرار.
غير أننى لاحظت أننى كنت كلما سألته عن أى شئ بخصوص العمل صغيرا كان هذا الشئ أو كبيرا فأنه كان يحيلنى الى (جمال).
كما لاحظت فى أثناء قيادتى للكتيبة الأولى مدافع ماكينة (بالقنطرة شرق) أن بعض ضباط الكتيبة الأصاغر يقومون فى موعد ثابت كل يوم عند المساء بالتجمع والخروج الى جهة ما كأنهم يقومون بعمل معين.. وكان أكثرهم تحمسا لهذا العمل اليوزباشى (عبد المجيد شديد) وبمناقشته علمت منه ومن شركائه فى هذا النشاط، أنه كانت هناك خطة موضوعة لنسف سفينة واغراقها فى قنال السويس بواسطة لغم، وان اللغم وصل بالطائرة الى العريش بواسطة ضباط الطيران الأحرار، وان هذا هو موضوع نشاطهم، لاحضار اللغم استعدادا لتنفيذ الخطة عند صدور الأوامر.
كانت مفاجأة لى أن اكتشف أن هناك عملا خطيرا كهذا يكلف به ضباط تحت قيادتى وأنا لا أعلم شيئا، فلما كاشفت (جمال) بذلك فى أول لقاء بعد علمى بهذا الموضوع أخبرنى بأن هذا العمل كان مقررا قبل أن أتولى قيادة الكتيبة.. وأن عدم علمى ربما جاء نتيجة بعض أخطاء فى العمل، وأنها لم تكن مقصودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق