بعد القبض على والدى وايداعه سجن الأجانب فوجئنا فى فجر أحد الأيام بحضور عدد كبير من رجال الداخلية (وكان زكريا محيى الدين وزيراً للداخلية فى هذا الوقت) حضروا الى منزلنا وانتشروا فى جميع غرف المنزل وفى الحديقة التى تحيط الفيلا من كل جانب للتفتيش، واذا بأحدهم يخرج من غرفة كانت مخصصة للخادمة ومعه عدد كبير من منشورات الحزب الشيوعى (الراية) وقال للرئيس "وجدت هذه المنشورات يافندم فى شنطة حديد بالغرفة، وأذكر أننى أخذتها منه لأعرف ما هى وكانت ساخنة (طازة) بتاريخ نفس اليوم فقلت للخادمة أمامهم "من أمتى انتى زعيمة كبيرة واحنا مش مقدرينك" طبعا الخادمة صغيرة وأمية لا تعرف القراءة والكتابة، عند هذا طلب رئيسهم من والدتى أن تتوجه معهم الى وزارة الداخلية للتحقيق معها فى أمر المنشورات، ولما كانت والدتى من أسرة محافظة وليس لها أى علاقة بالسياسة وتعيش فى حزن على زوجها المعتقل بالسجن الحربى وزوج ابنتها (زوجى) المحبوس فى سجن القناطر وأن المنزل الذى غزاه رجال الداخلية فجراً ليس به سواها وأبنائها (سهير كاتبة هذه السطور وعمرها 17 سنة وطفلتها الرضيعة ليلى ومحمد 16 سنة ومحمود 14 سنة وأحمد 12 سنة والخادمة صاحبة المنشورات وسنها 18 سنة، فما كان من والدتى أن طلبت أن تتصل بالرئيس محمد نجيب أو بوزير الداخلية زكريا محيى الدين لتسأله ان كان من اللائق أن تخرج من منزلها فى هذا الوقت الغريب مع هذا العدد الكبير من رجال الداخلية أو أن تأخذ معها ابنها محمد ليعرف ماذا سيحدث لها ولكن الرجال القادمين لتنفيذ المهمة المحددة وهى تلفيق تهمة خطيرة لزوجة الرجل السجين والذى كان له الفضل فى جلوسهم على كرسى الحكم، رفضوا أى مطلب لها واقتادوها الى وزارة الداخلية وهناك اكتشفت أن المقصود بتلفيق هذه التهمة لها هى زوجته الثانية/ عليه توفيق، فقد أعاد والدتى الضباط محمد السقا الى المنزل وبنفس المنشورات التى خرجت من شنطة الخادمة ذهبوا الى منزل الزوجة الثانية حيث تم القبض عليها وعلى خدم المنزل وتركوا ابنيها حسين ونعمت وهم أطفال صغار بمفردهم بالمنزل الى أن أتت خالتهم وأخذتهم الى منزلها.
وفى نفس الوقت قمت بزيارة والدى بسجن الأجانب وحكيت له ما حدث بالتفصيل حتى يكون فى الصورة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق