_ أنا الذى قبضت على رئيس أركان حرب الجيش!
_ قصة استقالتى من مجلس القيادة هى قصة الدستور!
_ على ماهر حاول التخلص من تحديد موعد الانتخابات.
_ القوات الانجليزية كانت على بعد 50 كيلو من القاهرة:
_ استعمال العنف لا يكون الا مع العدو الخارجى..!
_ الانقلاب الذى دبرته كان مجرد مظاهرة عسكرية.
_ الجيش أصبح من الوعى بحيث لا يستخدم ضد الشعب.
_ مجلة روز اليوسف فى 29 مارس 1954.
تخرج يوسف منصور صديق من الكلية الحربية سنة 1933، ثم اختير مدرسا بالكلية الحربية سنة 1939 وتخصص فى تدريس التاريخ العسكرى، وحصل على شهادة أركان الحرب سنة 1945، واشترك فى الكفاح ضد الطغيان طوال مدة خدمته فى الجيش.
وقد اشترك القائمقام يوسف منصور صديق فى حركة 3 يولية واختير بعد ذلك عضوا فى مجلس الثورة، وبقى فيه حتى فبراير سنة 1953، ثم اختفى اسم يوسف صديق من الصحف..
قال يوسف صديق لمندوب"روز اليوسف"
_ لقد هيأ لى الحظ الوجود فى القاهرة قبل حركة 23 يوليو على رأس قوة صغيرة، وكنت قبلها بين نفى وتشتيت حتى نقلت الى السودان، ولكن الذين فعلوا بى ذلك نسوا أن السودان ومصر شئ واحد، فلم أهادن الطغيان فى أى منهما، وقد استطعت بهذه القوة الصغيرة التى لم تتجاوز الستين جنديا أن أقوم بدور فى ثورة 23 يوليه أفضل أن يتحدث عنه غيرى من الضباط، غير أن أقول لك باختصار اننى تحركت على رأس هذه القوة الصغيرة فى منتصف ليل 23 يوليو فقابلت فى طريقى من معسكر هايكستب الى ادارة الحرس قائد فرقة المشاة العسكرية هناك فاعتقلته وأخذته أسيرا، ثم قابلت القائد الثانى المساعد فى الطريق فاعتقلته كذلك.
وقد صادفت البكباشى جمال عبد الناصر والصاغ عبد الحكيم عامر فى مصر الجديدة علمت منهما أن أمر الضباط الأحرار قد كشف وأن رئيس أركان حرب الجيشيعقد اجتماعا فى رئاسة الجيش لاصدار أوامر لمقاومة الحركة فأسرعت الى مقر الاجتماع على الفور وهاجمت القيادة وقبضت على رئيس أركان الجيش فى مكتبة قبل الاجتماع وعلى معظم القواد الذين كانوا فى طريقهم اليه، وكذلك قبضت على القوات التى أرسلت لتعزيز الحراسة على رئاسة الجيش، فقضيت بذلك على المقاومة وأصبح للضباط الأحرار الأمر فى البلاد.
كان طبيعيا بعد ذلك أن أكون عضوا فى مجلس قيادة الثورة وبقيت كذلك حتى أعلنت الثورة أنها ستجرى الانتخابات فى شهر فبراير سنة 1953، وكانت الثورة بذلك تسير وفقا لمبادئ الضباط غير أن مجلش قيادة الثورة بدا بعد ذلك يتجاهل هذه الأهداف فحاولت أكثر من مرة أن أترك المجلس وأعود الى صفوف الجيش فلم يسمح لى بذلك، حتى ثار فريق من الضباط الأحرار على مجلس قيادة الثورة بتزعمه اليوزباش محسن عبد الخالق بسبب هذا التجاهل لأهداف الثورة.. فأيدت الثائرين بالدفاع عن وجهة نظرهم فأبعدت الى أسوان سنة 1953، ونفذت أمر الابعاد حتى تثبت لهم صحة آرائى عمليا بفعل الأيام ذاتها.
وكان مجلس الثورة قد خدعه مستشاروه المضللون فماحل شهر فبراير سنة 1953 الذى كان محددا لعودة الحياة النيابية ألا وكان مجلس قيادة الثورة قد اعتقل الضباط الثائرين وحاكمهم وسجنهم على نحو ما يعرفه الناس، وألغوا الدستور بحجة عمل دستور جديد، وحلوا الأحزاب بحجة أن بعضها فاسد، وصادروا أموالها.
وأصبح واضحا أن الثورة قد انحرفت وبدأت تنتكس، فاتصلت بالبكباش جمال عبد الناصر تليفونيا من أسوان وأخبرته أننى لا يمكن أن أبقى عضوا فى مجلس الثورة، وطلبت منه أن يعتبرنى مستقيلا، فأنا لا أوافق على ما يتم، وسأرسل هذه الاستقاله مع أحد الضباط الذين كانوا فى حراستى، فأستدعيت للقاهرة فى الحال، واعتقل كل من عرف أن له صله بى..
ونصحت بأن أسافر للعلاج فى سويسرا على أن أعود بعد ثلاثة أشهر للعمل فى صفوف الجيش.
ومضت الشهور الثلاثة، وجاءنى الخبر بعد ذلك هناك بأن عودتى غير مرغوب فيها، ولكنى عدت خلسة الى وطنى وتوجهت الى بلدتى فى مركز الواسطى، واستقلت من الجيش تلغرافيا، فتقرر تحديد اقامتى هناك، ثم طلبت الانتقال للقاهرة فحددت أقامتى هنا.
ومن طريف ما يمكن أن أذكره لك أن منزلى يحلمية الزيتون حيث اقامتى محددة لا يفصله عن منزل الزميل محمد نجيب الا شارع واحد هو الممر الذى يفصل بين الحر المعتقل والمعتقل الحر.
_وما رأيك فى الفترة التى حكم فيها على ماهر؟ ..
_ بدأت وزارة على ماهر تنفذ برنامجها الاصلاحى المنتظر، ولكن خابت الآمال فيها، فقد حاول على ماهر التخلص من تحديد موعد الانتخابات، وحاولنا نحن الضغط عليه، واتفقنا معه نهائيا على تحديد موعد الاثنين 1952/8/10 لاذاعة البيان المنتظر الذى سيعلن فيه موعد الانتخابات، فاذا به يفاجئنا قبل هذا التاريخ بضريبة الدخان مع رفع ماهية المستشارين والتمهيد لرأس المال الأجنبى للدخول والسيطرة بنسبة 51% والاقامة لمدة 10 سنوات، وكان الجيش قد طلب التطهير فى جميع نواحى البلاد بما فى ذلك الأحزاب حتى يمهد للدستور أرضا طيبة، وأن أنس فلا أنسى مهازل التطهير والمعركة الشديدة فى الوفد والاشاعات.
ورأت اللجنة العسكرية أن تصرفات وزارة على ماهر تعتبر عملا مقصودا لافقاد الجيش تأييد الشعب وتعريض القوات العسكرية للخطر، ورأت اللجنة العسكرية المطالبة بأقالة الوزارة (وزارة على ماهر) فوراً، وكان ذلك فى مساء 1952/8/8.
وفى 1952/8/11 أصدر على ماهر فى الليلة السابقى بيناً مطولا لم يتعرض فيه لتحديد موعد الانتخابات، وهاجم فيه الأحزاب فى وضعها الحالى، ولم يبين برنامجا واضحا لما يعتزم القيام به، وفى فجر هذا اليوم أصدرت القيادة العامة بياناً أعلنت فيه أنها سبق أن اتفقت مع على ماهر أن تجرى الانتخابات فى أوائل شهبر فبراير، واستنكرت فرض ضرائب غير مباشرة كضريبة الدخان التى يقع عبئها على الفقير قبل الغنى، وقصدت القيادة بهذا البيان احراج على ماهر وكشف موقفه وانتقاد تصرفات وزارته معتمده على أنه بالحكم على ماضيه سيضطر للاستقاله أو يبقى فى الحكم ضعيفاً فتملى عليه ما تشاء وتأمره بتنفيذ ما تراه لصالح الشعب..
وأعلنت القيادة يومها أنها لا تهدف الى حل الاحزاب فهدأت بذلك ما أثاره بيان على ماهر فى نفوس الأحزاب من قلق.
وأذكر أننى عندما وصلت الى قيادة اللواء السابع بالعباسية، رأيت الجنود تتحركفى عربات وسألت أركان حربى فأخبرنى بأن القيادة العليا أصدرت أوامرها الى القوات بالتحرك الى مداخل القاهرة وكان ذلك لسببين:
الأول: أن الجيش البريطانى يقوم بمناورات وقد وصلت طلائعه الى 50كيلو متر شرق القاهرة، فرأت القيادة أن ترد على ذلك بمناورة مماثلة لتؤكد للانجليز أنها مصرة على مقابلة العدوان بالقوة مهما كانت النتائج.
والثانى: أنها رأت أن تحركات القوات المسلحة فى داخل القاهرة وتعتبر مظاهرة حربية تؤكد لعلى ماهر أنها ستواصل استخدام القوة لمصلحة البلاد فى الداخل والخارج.
ورغم أننا أوقفنا على ماهر عند حده وأخرجناه من الحكم من أجل الدستور بعد أن هاجم الأحزاب هجوما عنيفا فان مجلس الثورة وأنا فى أسوان ألغى الدستور بحجة عمل دستور جديد، وألغى الأحزاب بحجة أن بعض أعضائها فاسدون، خضوعاً لمستشارية الذين جعلوا بهذا العمل جبهة الأحزاب كلها فى ناحية ومجلس الثورة فى ناحية.
_ قال مندوب روز اليوسف:
البعض يرى أن اقتراحك بتكوين جبهة من الوفدين والاخوان والشيوعيين والاشتراكيين هو جمع بين الوفدى والاشتراكى والشيوعى والأخ المسلم والشامى والمغربى، وأن هذا لا يمكن تحقيقة.
_ قـــال:
إن التغاضى عن الاعتراف بقيام جبهة متحدة من هذه الهيئات الأربعة هو هروب من الواقع، فقد تم تكوين هذه الجبهة فعلا، وليس هناك دليل أسطع على وجودها من أن أقطاب وشباب هذه الهيئات ممثلون الآن فى جميع المعتقلات والسجون التى جمعت بين الشيوعى والوفدى والأخ المسلم والاشتراكى فجمعت بذلك بين الشامى والمغربى على حد قول القائلين، فلا يكون هناك عجب أن تجمع الجبهة بينهم ولاسيما أن أجتماعهم هو للعمل لمصر.
_ هل كنت ستقوم بانقلاب عسكرى فلهذا أبعدك المجلس الى أسوان؟
فضحك يوسف صديق وقال:
_ القول بأنى كنت أريد عمل انقلاب عسكرى فيه شئ غير قليل من التخريف، فحقيقة ما حدث أن بعض الضباط الأحرار تذمروا حين بدأوا يشعرون بأن مجلس الثورة لا يطبق السياسة المتفق عليها وكان على رأسهم اليوزباش محسن عبد الخالق، وكنت أرى أنهم على حق وأدافع عن وجهة نظرهم وكانت نيتى متجة الى جمع عدد كبير من الضباط المتذمرين والقيام بمجرد مظاهرة عسكرية لاطلاع مجلس الثورة على صورة حقيقية عن حقيقة شعور الضباط.
أما الانقلاب العسكرى العنيف فأنى ضده وأومن بأن استعمال العنف يكون مع العدو الخارجى، وأن التهديد بالدم والثورة الحمراء يجب أن يكون للعدو الخارجى فحسب، لأنه لا يستفيد منه ألا ذلك العدو.
وابتسم قائلا: ولا نظن أنه مادامت اقامتى محددة فنشاطى السياسى ينتهى، هذا محال فأنا كما قلت لك مسئول أمام التاريخ، وما دام قد أبيح للعسكريين الاشتغال بالسياسة فسيبقى نشاطى السياسى مستمرا حتى يتمكن الشعب من حقوقه وسيادته، وقبل هذا، وقبل أن يعود العسكريون جميعا الى ثكناتهم ونصبح كما كنا رجال حرب، وضد العدو فحسب، لا يمكن أن يتوقف نشاطى السياسى.
ومرة أخرى ابتسم يوسف صديق ليقول: هلى تريد أن تعرف ما هو أجمل؟
.. نعم ..
قال:اكتب "كن واثقاً أن الجيش قد أصبح من الوعى بحيث لا يمكن استخدامه ضد الشعب أو لمصلحة فرد أو أفراد، وأنه سيكون دائما وأبداً جيش الشعب، وفى خدمة الشعب فحسب.."
_ قصة استقالتى من مجلس القيادة هى قصة الدستور!
_ على ماهر حاول التخلص من تحديد موعد الانتخابات.
_ القوات الانجليزية كانت على بعد 50 كيلو من القاهرة:
_ استعمال العنف لا يكون الا مع العدو الخارجى..!
_ الانقلاب الذى دبرته كان مجرد مظاهرة عسكرية.
_ الجيش أصبح من الوعى بحيث لا يستخدم ضد الشعب.
_ مجلة روز اليوسف فى 29 مارس 1954.
تخرج يوسف منصور صديق من الكلية الحربية سنة 1933، ثم اختير مدرسا بالكلية الحربية سنة 1939 وتخصص فى تدريس التاريخ العسكرى، وحصل على شهادة أركان الحرب سنة 1945، واشترك فى الكفاح ضد الطغيان طوال مدة خدمته فى الجيش.
وقد اشترك القائمقام يوسف منصور صديق فى حركة 3 يولية واختير بعد ذلك عضوا فى مجلس الثورة، وبقى فيه حتى فبراير سنة 1953، ثم اختفى اسم يوسف صديق من الصحف..
قال يوسف صديق لمندوب"روز اليوسف"
_ لقد هيأ لى الحظ الوجود فى القاهرة قبل حركة 23 يوليو على رأس قوة صغيرة، وكنت قبلها بين نفى وتشتيت حتى نقلت الى السودان، ولكن الذين فعلوا بى ذلك نسوا أن السودان ومصر شئ واحد، فلم أهادن الطغيان فى أى منهما، وقد استطعت بهذه القوة الصغيرة التى لم تتجاوز الستين جنديا أن أقوم بدور فى ثورة 23 يوليه أفضل أن يتحدث عنه غيرى من الضباط، غير أن أقول لك باختصار اننى تحركت على رأس هذه القوة الصغيرة فى منتصف ليل 23 يوليو فقابلت فى طريقى من معسكر هايكستب الى ادارة الحرس قائد فرقة المشاة العسكرية هناك فاعتقلته وأخذته أسيرا، ثم قابلت القائد الثانى المساعد فى الطريق فاعتقلته كذلك.
وقد صادفت البكباشى جمال عبد الناصر والصاغ عبد الحكيم عامر فى مصر الجديدة علمت منهما أن أمر الضباط الأحرار قد كشف وأن رئيس أركان حرب الجيشيعقد اجتماعا فى رئاسة الجيش لاصدار أوامر لمقاومة الحركة فأسرعت الى مقر الاجتماع على الفور وهاجمت القيادة وقبضت على رئيس أركان الجيش فى مكتبة قبل الاجتماع وعلى معظم القواد الذين كانوا فى طريقهم اليه، وكذلك قبضت على القوات التى أرسلت لتعزيز الحراسة على رئاسة الجيش، فقضيت بذلك على المقاومة وأصبح للضباط الأحرار الأمر فى البلاد.
كان طبيعيا بعد ذلك أن أكون عضوا فى مجلس قيادة الثورة وبقيت كذلك حتى أعلنت الثورة أنها ستجرى الانتخابات فى شهر فبراير سنة 1953، وكانت الثورة بذلك تسير وفقا لمبادئ الضباط غير أن مجلش قيادة الثورة بدا بعد ذلك يتجاهل هذه الأهداف فحاولت أكثر من مرة أن أترك المجلس وأعود الى صفوف الجيش فلم يسمح لى بذلك، حتى ثار فريق من الضباط الأحرار على مجلس قيادة الثورة بتزعمه اليوزباش محسن عبد الخالق بسبب هذا التجاهل لأهداف الثورة.. فأيدت الثائرين بالدفاع عن وجهة نظرهم فأبعدت الى أسوان سنة 1953، ونفذت أمر الابعاد حتى تثبت لهم صحة آرائى عمليا بفعل الأيام ذاتها.
وكان مجلس الثورة قد خدعه مستشاروه المضللون فماحل شهر فبراير سنة 1953 الذى كان محددا لعودة الحياة النيابية ألا وكان مجلس قيادة الثورة قد اعتقل الضباط الثائرين وحاكمهم وسجنهم على نحو ما يعرفه الناس، وألغوا الدستور بحجة عمل دستور جديد، وحلوا الأحزاب بحجة أن بعضها فاسد، وصادروا أموالها.
وأصبح واضحا أن الثورة قد انحرفت وبدأت تنتكس، فاتصلت بالبكباش جمال عبد الناصر تليفونيا من أسوان وأخبرته أننى لا يمكن أن أبقى عضوا فى مجلس الثورة، وطلبت منه أن يعتبرنى مستقيلا، فأنا لا أوافق على ما يتم، وسأرسل هذه الاستقاله مع أحد الضباط الذين كانوا فى حراستى، فأستدعيت للقاهرة فى الحال، واعتقل كل من عرف أن له صله بى..
ونصحت بأن أسافر للعلاج فى سويسرا على أن أعود بعد ثلاثة أشهر للعمل فى صفوف الجيش.
ومضت الشهور الثلاثة، وجاءنى الخبر بعد ذلك هناك بأن عودتى غير مرغوب فيها، ولكنى عدت خلسة الى وطنى وتوجهت الى بلدتى فى مركز الواسطى، واستقلت من الجيش تلغرافيا، فتقرر تحديد اقامتى هناك، ثم طلبت الانتقال للقاهرة فحددت أقامتى هنا.
ومن طريف ما يمكن أن أذكره لك أن منزلى يحلمية الزيتون حيث اقامتى محددة لا يفصله عن منزل الزميل محمد نجيب الا شارع واحد هو الممر الذى يفصل بين الحر المعتقل والمعتقل الحر.
_وما رأيك فى الفترة التى حكم فيها على ماهر؟ ..
_ بدأت وزارة على ماهر تنفذ برنامجها الاصلاحى المنتظر، ولكن خابت الآمال فيها، فقد حاول على ماهر التخلص من تحديد موعد الانتخابات، وحاولنا نحن الضغط عليه، واتفقنا معه نهائيا على تحديد موعد الاثنين 1952/8/10 لاذاعة البيان المنتظر الذى سيعلن فيه موعد الانتخابات، فاذا به يفاجئنا قبل هذا التاريخ بضريبة الدخان مع رفع ماهية المستشارين والتمهيد لرأس المال الأجنبى للدخول والسيطرة بنسبة 51% والاقامة لمدة 10 سنوات، وكان الجيش قد طلب التطهير فى جميع نواحى البلاد بما فى ذلك الأحزاب حتى يمهد للدستور أرضا طيبة، وأن أنس فلا أنسى مهازل التطهير والمعركة الشديدة فى الوفد والاشاعات.
ورأت اللجنة العسكرية أن تصرفات وزارة على ماهر تعتبر عملا مقصودا لافقاد الجيش تأييد الشعب وتعريض القوات العسكرية للخطر، ورأت اللجنة العسكرية المطالبة بأقالة الوزارة (وزارة على ماهر) فوراً، وكان ذلك فى مساء 1952/8/8.
وفى 1952/8/11 أصدر على ماهر فى الليلة السابقى بيناً مطولا لم يتعرض فيه لتحديد موعد الانتخابات، وهاجم فيه الأحزاب فى وضعها الحالى، ولم يبين برنامجا واضحا لما يعتزم القيام به، وفى فجر هذا اليوم أصدرت القيادة العامة بياناً أعلنت فيه أنها سبق أن اتفقت مع على ماهر أن تجرى الانتخابات فى أوائل شهبر فبراير، واستنكرت فرض ضرائب غير مباشرة كضريبة الدخان التى يقع عبئها على الفقير قبل الغنى، وقصدت القيادة بهذا البيان احراج على ماهر وكشف موقفه وانتقاد تصرفات وزارته معتمده على أنه بالحكم على ماضيه سيضطر للاستقاله أو يبقى فى الحكم ضعيفاً فتملى عليه ما تشاء وتأمره بتنفيذ ما تراه لصالح الشعب..
وأعلنت القيادة يومها أنها لا تهدف الى حل الاحزاب فهدأت بذلك ما أثاره بيان على ماهر فى نفوس الأحزاب من قلق.
وأذكر أننى عندما وصلت الى قيادة اللواء السابع بالعباسية، رأيت الجنود تتحركفى عربات وسألت أركان حربى فأخبرنى بأن القيادة العليا أصدرت أوامرها الى القوات بالتحرك الى مداخل القاهرة وكان ذلك لسببين:
الأول: أن الجيش البريطانى يقوم بمناورات وقد وصلت طلائعه الى 50كيلو متر شرق القاهرة، فرأت القيادة أن ترد على ذلك بمناورة مماثلة لتؤكد للانجليز أنها مصرة على مقابلة العدوان بالقوة مهما كانت النتائج.
والثانى: أنها رأت أن تحركات القوات المسلحة فى داخل القاهرة وتعتبر مظاهرة حربية تؤكد لعلى ماهر أنها ستواصل استخدام القوة لمصلحة البلاد فى الداخل والخارج.
ورغم أننا أوقفنا على ماهر عند حده وأخرجناه من الحكم من أجل الدستور بعد أن هاجم الأحزاب هجوما عنيفا فان مجلس الثورة وأنا فى أسوان ألغى الدستور بحجة عمل دستور جديد، وألغى الأحزاب بحجة أن بعض أعضائها فاسدون، خضوعاً لمستشارية الذين جعلوا بهذا العمل جبهة الأحزاب كلها فى ناحية ومجلس الثورة فى ناحية.
_ قال مندوب روز اليوسف:
البعض يرى أن اقتراحك بتكوين جبهة من الوفدين والاخوان والشيوعيين والاشتراكيين هو جمع بين الوفدى والاشتراكى والشيوعى والأخ المسلم والشامى والمغربى، وأن هذا لا يمكن تحقيقة.
_ قـــال:
إن التغاضى عن الاعتراف بقيام جبهة متحدة من هذه الهيئات الأربعة هو هروب من الواقع، فقد تم تكوين هذه الجبهة فعلا، وليس هناك دليل أسطع على وجودها من أن أقطاب وشباب هذه الهيئات ممثلون الآن فى جميع المعتقلات والسجون التى جمعت بين الشيوعى والوفدى والأخ المسلم والاشتراكى فجمعت بذلك بين الشامى والمغربى على حد قول القائلين، فلا يكون هناك عجب أن تجمع الجبهة بينهم ولاسيما أن أجتماعهم هو للعمل لمصر.
_ هل كنت ستقوم بانقلاب عسكرى فلهذا أبعدك المجلس الى أسوان؟
فضحك يوسف صديق وقال:
_ القول بأنى كنت أريد عمل انقلاب عسكرى فيه شئ غير قليل من التخريف، فحقيقة ما حدث أن بعض الضباط الأحرار تذمروا حين بدأوا يشعرون بأن مجلس الثورة لا يطبق السياسة المتفق عليها وكان على رأسهم اليوزباش محسن عبد الخالق، وكنت أرى أنهم على حق وأدافع عن وجهة نظرهم وكانت نيتى متجة الى جمع عدد كبير من الضباط المتذمرين والقيام بمجرد مظاهرة عسكرية لاطلاع مجلس الثورة على صورة حقيقية عن حقيقة شعور الضباط.
أما الانقلاب العسكرى العنيف فأنى ضده وأومن بأن استعمال العنف يكون مع العدو الخارجى، وأن التهديد بالدم والثورة الحمراء يجب أن يكون للعدو الخارجى فحسب، لأنه لا يستفيد منه ألا ذلك العدو.
وابتسم قائلا: ولا نظن أنه مادامت اقامتى محددة فنشاطى السياسى ينتهى، هذا محال فأنا كما قلت لك مسئول أمام التاريخ، وما دام قد أبيح للعسكريين الاشتغال بالسياسة فسيبقى نشاطى السياسى مستمرا حتى يتمكن الشعب من حقوقه وسيادته، وقبل هذا، وقبل أن يعود العسكريون جميعا الى ثكناتهم ونصبح كما كنا رجال حرب، وضد العدو فحسب، لا يمكن أن يتوقف نشاطى السياسى.
ومرة أخرى ابتسم يوسف صديق ليقول: هلى تريد أن تعرف ما هو أجمل؟
.. نعم ..
قال:اكتب "كن واثقاً أن الجيش قد أصبح من الوعى بحيث لا يمكن استخدامه ضد الشعب أو لمصلحة فرد أو أفراد، وأنه سيكون دائما وأبداً جيش الشعب، وفى خدمة الشعب فحسب.."
يوسف صديق
Casino de Las Vegas
ردحذفCasino de Las Vegas is a resort and casino located in 카카오 스포츠 the heart of Las 메이져 사이트 Vegas Strip, 스포츠토토 확률 비코리아 of Las Vegas 토토 사이트 Boulevard and the Wynn Hotel Casino, on the Rating: 4.3 토토사이트 시스템배팅 샤오미 · Review by Barbara Kraft