وصلت أنباء بأن (رشاد مهنا) قادم للخدمة (بالعريش)، وكانت طبيعة (رشاد) الثورية تجعلنى استبعد أن لا تكون له صله بالتنظيم فلما اتصلت (بجمال) وسألته عن الوضع عند وصول (رشاد مهنا) الى (العريش) حيث أنه كان أقدم منى فى الرتبة العسكرية، فسألت: هلى أسلم قيادة المنطقة وجاء الجواب، بأن لا أسلم القيادة ولا أطلعه على سير العمل ولكن لا أهاجمه.. ولا أعاديه..
وقبل وصول (رشاد) بأيام قلائل جاءتنى معلومات بأنه فى أثناء اعتقاله فى حادث الأميرالاى (عبد الواحد سبل) كان قد حصل على وعد من (فاد سراج الدين) وهو أحد أعضاء (الوفد) البارزين فى ذلك الوقت وكانت تربطه به صلة قرابة، بأنه سيرشح لأرفع الرتب فى الجيش وعندما يصل يمكنه أن يقوم بما يراه من (اصلاحات) وكان عليه فى مقابل ذلك أن يكف سياسته الثورية المعادية للملك والتى لن تصل به الا الى الأذى المحقق.
ولما وصل (رشاد) الى العريش، لاحظت أنه يقوم فعلا بحملة دعاية نحو (الأصلاح، وعلى حد تعبيره الذى كان يكثر من تريده أننا نبدأ من (رباط جزمة العسكرى).
وكان الخط الثورى فى البلد كلها قد كفر بسياسة الاصلاح وأصر على ضرورة (التغيير)، ووجدت أن توجيه القيادة كان سليما، فنفذته باخلاص.
وحدث ذات يوم وكان يوم الاجتماع الدورى الأسبوعى أن زارنى (رشاد) قبل موعد انعقاد الاجتماع بنحو ربع ساعة، فاستقبلته فى شئ من الاضطراب وصحبته الى مكان فى حديقة المنزل الخلفية بحيث لا نرى مدخل البيت، وطال حديثى معه أكثر من نصف ساعة، حمدت الله أنه لم يحضر أحد من ضباط الاجتماع فقد ينكشف الأمر، غير أننى لما ودعته عند انصرافه وعدت لأجد جميع الضباط قد حضروا فعلا وقامت زوجتى السيدة عليه توفيق بتوزيعهم على حجرات المنزل بعد أن أخبرتهم بالأمر وكانت زوجتى هذه تعلم بما نقوم به بل وقد اشركتها أحيانافى العمل فكانت تحضر معها (المنشورات) أحيانا وتقوم فى قطار غير الذى أقوم فيه وكان بعض الناس يعيب مثل هذا السلوك ويعتبر أن اطلاع الزوجة على العمل يعرض سريته للخطر، وكنت أخالفهم فى ذلك، أو فى أن يكون ذلك قاعدة مطلقة، فأنه يتوقف على درجة ثقافة الزوجة وعلاقتها بزوجها، وقد حدث ذات مرة على سبيل المثال أن كان عندى اجتماع فى المنزل وكان كل ضابط يحضر الى الاجتماع فى عربة فلاحظت هى أن عدد العربات أمام المنزل يكاد يعلن وجود الاجتماع فأخطرتنى ووجدت رأيها سليما وأمرت السائقين بالانتشار حول المنزل، ولفت نظر الضباط الى ملاحظة ذلك مستقبلا وكانت ملاحظة مفيدة، هكذا كنت أشعر بأن الرجل حين يشرك زوجته فى بعض اعماله فان ذلك يكون تأمينا له، لا خطرا عليه، وهذا رأيى على كل حال وقد يختلف فيه غيرى حتى اليوم.
وفى الحقيقة اننى كنت، وما زلت، أحب (رشاد مهنا) وأعتقد أنه عنصر يجب ألا يبقى بعيدا عن التنظيم وكنت أفكر فى الطريقة التى أقنعة بها بالتخلى عن سياسة الاصلاح التى كان ينادى بها لنكسه فى صفوف الأحرار لما كان يتمتع به من صفات تجعله أهلا للثقة والمحبة بين الكثيرين من الضباط غير أن الوقت لم يمهلنى فقد جاء وقت التحركات الدورية السنوية لوحدات الجيش التى كانت تقضى بأن تتحرك الكتيبة 13 مشاة الى القاهرة استعداداً لذهابها الى (السودان) وكذلك كان على كتيبتى أن تتحرك الى القاهرة للخدمة بها.
وقبل أن أنهى الحديث عن الكتيبة 13 مشاة أقول أننى كنت أحد الضباط الذين قاموا بأنشائها عندما تقرر ذلك، فلم تكن تجمعنى بها مجرد وجودها تحت قيادتى فى منطقة (العريش)، ولكن كانت تربطنى بها صلة قديمة وكان معظم جنودها وضباطها يعرفوننى جيدا.
وقبل وصول (رشاد) بأيام قلائل جاءتنى معلومات بأنه فى أثناء اعتقاله فى حادث الأميرالاى (عبد الواحد سبل) كان قد حصل على وعد من (فاد سراج الدين) وهو أحد أعضاء (الوفد) البارزين فى ذلك الوقت وكانت تربطه به صلة قرابة، بأنه سيرشح لأرفع الرتب فى الجيش وعندما يصل يمكنه أن يقوم بما يراه من (اصلاحات) وكان عليه فى مقابل ذلك أن يكف سياسته الثورية المعادية للملك والتى لن تصل به الا الى الأذى المحقق.
ولما وصل (رشاد) الى العريش، لاحظت أنه يقوم فعلا بحملة دعاية نحو (الأصلاح، وعلى حد تعبيره الذى كان يكثر من تريده أننا نبدأ من (رباط جزمة العسكرى).
وكان الخط الثورى فى البلد كلها قد كفر بسياسة الاصلاح وأصر على ضرورة (التغيير)، ووجدت أن توجيه القيادة كان سليما، فنفذته باخلاص.
وحدث ذات يوم وكان يوم الاجتماع الدورى الأسبوعى أن زارنى (رشاد) قبل موعد انعقاد الاجتماع بنحو ربع ساعة، فاستقبلته فى شئ من الاضطراب وصحبته الى مكان فى حديقة المنزل الخلفية بحيث لا نرى مدخل البيت، وطال حديثى معه أكثر من نصف ساعة، حمدت الله أنه لم يحضر أحد من ضباط الاجتماع فقد ينكشف الأمر، غير أننى لما ودعته عند انصرافه وعدت لأجد جميع الضباط قد حضروا فعلا وقامت زوجتى السيدة عليه توفيق بتوزيعهم على حجرات المنزل بعد أن أخبرتهم بالأمر وكانت زوجتى هذه تعلم بما نقوم به بل وقد اشركتها أحيانافى العمل فكانت تحضر معها (المنشورات) أحيانا وتقوم فى قطار غير الذى أقوم فيه وكان بعض الناس يعيب مثل هذا السلوك ويعتبر أن اطلاع الزوجة على العمل يعرض سريته للخطر، وكنت أخالفهم فى ذلك، أو فى أن يكون ذلك قاعدة مطلقة، فأنه يتوقف على درجة ثقافة الزوجة وعلاقتها بزوجها، وقد حدث ذات مرة على سبيل المثال أن كان عندى اجتماع فى المنزل وكان كل ضابط يحضر الى الاجتماع فى عربة فلاحظت هى أن عدد العربات أمام المنزل يكاد يعلن وجود الاجتماع فأخطرتنى ووجدت رأيها سليما وأمرت السائقين بالانتشار حول المنزل، ولفت نظر الضباط الى ملاحظة ذلك مستقبلا وكانت ملاحظة مفيدة، هكذا كنت أشعر بأن الرجل حين يشرك زوجته فى بعض اعماله فان ذلك يكون تأمينا له، لا خطرا عليه، وهذا رأيى على كل حال وقد يختلف فيه غيرى حتى اليوم.
وفى الحقيقة اننى كنت، وما زلت، أحب (رشاد مهنا) وأعتقد أنه عنصر يجب ألا يبقى بعيدا عن التنظيم وكنت أفكر فى الطريقة التى أقنعة بها بالتخلى عن سياسة الاصلاح التى كان ينادى بها لنكسه فى صفوف الأحرار لما كان يتمتع به من صفات تجعله أهلا للثقة والمحبة بين الكثيرين من الضباط غير أن الوقت لم يمهلنى فقد جاء وقت التحركات الدورية السنوية لوحدات الجيش التى كانت تقضى بأن تتحرك الكتيبة 13 مشاة الى القاهرة استعداداً لذهابها الى (السودان) وكذلك كان على كتيبتى أن تتحرك الى القاهرة للخدمة بها.
وقبل أن أنهى الحديث عن الكتيبة 13 مشاة أقول أننى كنت أحد الضباط الذين قاموا بأنشائها عندما تقرر ذلك، فلم تكن تجمعنى بها مجرد وجودها تحت قيادتى فى منطقة (العريش)، ولكن كانت تربطنى بها صلة قديمة وكان معظم جنودها وضباطها يعرفوننى جيدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق