للصاغ: حسن الدسوقى
من الضباط الأحرار
أول معرفتى بيوسف صديق كانت بالكلية الحربية سنة 1939، كان بيدرس تاريخ عسكرى (ملازم أول)، وكان ممتع فى التاريخ العسكرى، كان يدرس الحرب العالمية الأولى، فكان يشرح المعركة وهو بيشرح يسرح فى تاريخ مصر نفسها ويتكلم عن تاريخ مصر العسكرى ولذلك كانت حصته مش جامدة، كانت حصة جميلة وممتعة -وبعدها تخرجت من الكلية وما تقبلناش الى سنة 1946. كان فيه ضابط فى الجيش اسمه الاميرالاى (عبد الواحد سبل) وكان معروف عنه أنه كويس قوى ومحبوب جدا من الضباط وكان عنده مبادئ فى وقت قلت فيه المبادئ خصوصا بين الضباط الكبار، فالجيش شاف ان الاميرالاى اذا مضى عليه 3 سنوات يحال الى المعاش، فلما جاء عليه الدور أخروا النشرة العسكرية عشان يكمل 3 سنوات ويطلع على المعاش ولا يترقى (لواء) وحصل فعلا ونفذ، فاجتمع بعض الضباط وعملوا حفل تكريم فى نادى الجيش بالزمالك، الضباط كانوا (يوسف صديق ورشاد مهنى ويوسف نجا وآخرون) مش متذكر -الثلاثة كانوا على رأس المنظمين للحفلة، وعدد كبير من صغار الضباط وأنا كنت منهم.
يوسف صديق فى الحفلة دى قال قصيدة فى (عبد الواحد سبل) قصيدة جميلة يعبر فى الفترة دى عن اللى بيحصل للضباط المخلصين الوطنيين اللى بيناوئوا الحكومة والملك. والقصيدة حازت اعجاب واستحسان فى صفوف الجيش وعملت ضجة -بعد الحفلة بأسبوع أنا كنت فى الكتيبة الأولى مدافع ماكينة بالاسماعيلية، وكنت فى مصر فى أجازة وقت الحفل وأنا راجع بعد الاجازة (أسبوع) تقابلت فى القطار مع يوسف صديق، أيه الحكاية؟ كان أيامها واخد كلية أركان حرب وكان فى أدارة الجيش باقوله رايح فين؟ قال: (أنتقلت الكتيبة الأولى مدافع ماكينة) قلت له: (أهلا، شرفت -ليه؟) قال: (عشان القصيدة اللى قلتها فى عبد الواحد سبل). تانى يوم القصيدة انطلب فى ادارة الجيش وكان رئيس ادارة الجيش (اللواء طه محمد)، وكان من الضباط اللى يحبوا الشعر -دخل يوسف صديق وجد القصيدة أمامه وقاله (انت عملت مخالفة أمس بالنادى، انك خطبت فى النادى من غير أذن من ادارة الجيش، وعشان الضابط يخطب فى النادى لازم يأخذ اذن من ادارة الجيش، فقال له (بس انا ماخطبتش) قاله ازاى؟ ما هى قدامى أهى.
قال له (دى قصيدة شعر الوحى نزل فى الحفلة، امتى حاخد تصريح؟).
تعليق (طه محمد) أنا قريت القصيدة، اللى أحب أعبرة عنها -كما نزل كلام الله على المشرك، المهم دا تصرف غلط- وحدث احتداد على أساس ان النادى مليان مسخرة ولبخ وقال أن الملك يروح يسكر فى النادى، فلما نعمل احنا حفل تكريم لواحد زميلنا ونقول فيها شعر، والشعر لغة عربية فصحى غلطنا؟ فالمهم؟ فالمهم انتقل من ادارة الجيش وماكنش كمل -يعنى المفروض كان ادارة الجيش تقول عليها خدمة خارج السلاح، يأخذها كأركان حرب يقعد 4 سنين- كان مضى عليه 3 أو 4 شهور ودى الفترة الوحيدة اللى اشتغل فيها أركان حرب.
كان خريجى أركان حرب كانوا يشتغلوا باستمرار فى مناصب ادارة عمليات، ادارة تخطيط، ماكانش فيه ضابط أركان حرب يشتغل فى (أورطة) نادر جدا، وكان النادر ده هو يوسف صديق، ويمكن الوحيد فى العهد ده اللى كان بيشتغل فى (أورطه -أو كتيبة)، المهم استقبلنا فى الكتيبة وكان له اسم فى وسط الضباط، لانه كان ديما بيشتغل محامى فى المجالس العسكرية لطلاقة لسانه- لان المجالس العسكرية مش بيدافع عنك محامى أو ضابط عنده لسانس حقوق، يعنى ممكن لأى ضابط يترافع أمام المجالس العسكرية العليا- فهو كان معروف وسط الضباط بالحكاية دى وكان أى ضابط يحاكم يجيبه يترافع عنه، حتى اللى كان يجيب محامى مدنى كبير مشهور، كان يجيب يوسف صديق كصديق، لأن المتهم فى المجالس العسكرية من حقه يجيب محامى وصديق المحامى يترافع والصديق يلفت النظر للمحامى فى بعض النقط اللى تفوته، ودى طبعا لكفالة حقوق المتهم.
اشتغل قائد سرية وكان أيامها (صاغ) سنة 1946 وانا كنت فى السرية الرابعة ضابطا معاه فى السرية نفسها وبعد كده اشتغل أركان حرب الكتيبة وأنا كنت معاه مساعد أركان حرب.
طبعا كنا فى معسكر خيام وطبعا كل الضباط من غير عائلات، فطبعا القاعدة فى المعسكرات والخيام والميز، فكان كل الضباط حول يوسف صديق، يقول شعر، يتكلم فى حاجات عامة، توعيه سياسية برضه بدون وضوح، من ضمن الحاجات اللى عملناها علشان نستغفل الحكومة نقول كلام من المحاضرات رسمى، فى محاضرات اسمها مناظرة يوم الخميس من كل أسبوع، يعمل فى الصباح فطار عام للضباط يقدم (مخ ومحشى وحمام مش فول وطعمية).
يتقال محاضرة أو مناظرة، فجينا فى فرصة وعملنا مناظرة أنا وهو، كان الجيش وكانت مصر أيامها بتفكر فى دخول حرب فلسطين فى أوائل سنة 1947، هل الحرب نعمه؟ أم الحرب نقمة؟. وهو أخد الحرب نقمة وأنا أخذت الحرب نعمة، وضحك على -عشان وجهة نظر مصر تخش حرب والا لا، موضوع عسكرى فى هيئة مناظرة من غير ما جيب سيرة فلسطين، طبعا كان بيحضرها ضباط كتير، المهم على أثر المحاضرتين دول (المناظرة) فى أبريل سنة 1947 نقلنا بالتلغراف، يوسف صديق أسوان، وحسن دسوقى منقباد فى أسيوط، والتنفيذ فورا، حتى لم يستلموا عهدتنا (أبعاد)، ضابط مخابرات كان أمين وكنا عارفين مش متخفى، مكتوب على المكتب (ضابط مخابرات) لو كتب تقرير وحس ان فيه موقف مش تمام، فانتقلنا ونفذت النقل الى أسيوط وهو راح أسوان، بعدها بأسبوعين صدر أمر للكتيبة السابعة بتاعت يوسف صديق تتحرك الى فلسطين وأنا الكتيبة بتاعتى تحل محله فى أسوان.
واتقابلنا تانى فى أسوان، واحنا بعدهم بثلاث أو أربع أسابيع رحنا فلسطين وكان الجيش المصرى دخل فلسطين، وأول كتيبة دخلت فلسطين الكتيبة السابعة الى كان فيها يوسف صديق، وأنا كنت فى الكتيبة الخامسة مشاه، وفى فلسطين ما تقبلناش كتير، دخلنا فلسطين فى 1 يونيه سنة 1947 وأول كتيبة دخلت فى 15 مايو اللى هو اعلان دولة اسرئيل وكان فى سريتنا (أحمد عبد العزيز وصلاح سالم وكمال الدين حسين) الموقع اللى اشتغل فيه يوسف صديق فى فلسطين اسمه (الأوبى) هو اللى كان مسميه (الأوبى) اختصار (نقطة ملاحظة) (Opservation Point). الجيش المصرى كان فى حرب فلسطين عامل الخط الجيش ناشر نفسه كخط من أول رفح كده وطالع لغاية أسدود عبارة عن صف عساكر على الطرطور فطبعا دى فى الحروب القديمة، فى الحروب الحديثة فيه حاجات أحدث من كده، لان كده ممكن تكسره فى أى حتة ضعيفة وتخش تضرب فى الأجناب، وعاوز تبهدل زى ما أنت عاوز.
كان فيه واحد اسمه أحمد فؤاد حسن، الله يرحمه كان صاغ، قدم اقتراح وهاجم فيه الخط ده وقال ان احنا المفروض نعمل دفاع دائرى، دفاع جزائر، دفاع من جميع الجهـــات
all round defence اللى يقتحمه يتبهدل، فجاء أحمد فؤاد بالاقتراح وقال ايه رأيكم؟ وكان صديقى أنا ويوسف قلت له (حيرفدوك لانك قلت الصح) قال زى بعضه، خد التقرير وقدمه وتانى يوم أحيل الى الاستيداع، يوسف صديق مقتنع بفكره all round defence فراح عامل السرية بتاعته وطبق الفكرة وعمل هذا الموقع وقال انها نقطة ملاحظة وسماها O.P يعنى أقنعهم لأنه كان عايز ينفذ هذه الطريقة بأى شكل، وفعلا عمل موقع كان شوكة فى وسط 3 مستعمرات يهود الموقع ده سبب خسائر كثيرة لليهود حتى فى أيام الهدنة، يعنى فى أيام الهدنة كان فيه عدد من الجنود (ماكنش فيه مؤهلات فى الجنود) حرامية، خطافين وهجامين، كان يأخذهم ويعمل دورية ويطلع بهم وينطوا على البيوت بتاعت المستعمرات اللى قدامه، وسرقوا حاجات من البيوت، مش حرب، كان بيتسلى عليهم فى الهدنة -كان عنده طاقة من الجسارة مش عند حد، كان جسور جدا، أنا شخصيا ما شفتهاش عند حد، لا يأبه لشئ، مش عارفه ده كان شدة ايمان، كان مؤكن جدا، ودى كانت مدياله جسارة شديدة، كان زى الدبابة، واشتهر فى (O.P) وبدأت الناس تقتنع بالفكرة دى ولو أن مالحقناش ننفذها لأنه حصل الانسحاب من فلسطين فى أواخر سنة 48 لغزة وكانت كارثة وسببها الخط برضه، لأن كل اللى عملوه اليهود أنهم جم فى حته أمام (المجدل) ومدفعين رشاش قفلوا الطريق وفى حتة أمام (خان يونس) قفلوا الطريق، الجيش المصرى اضطر للانسحاب الى (غزة) على الساحل لأن مابقاش عنده امداد كل ده نتيجة الخط، من ضمن النوادر فى فلسطين، فتح باب الاجازات علشان العساكر تنزل لمدة 3 أيام وكا وحدة نزلت نسبة من العساكر، فيوسف صديق نزل عساكره ومعاهم بنادقهم على اكتافهم، كان رأيه أنه مش من المفروض أن العساكر تترك سلاحهم، ودى ليها هدف ان المدنيين يشعروا أن الجيش فى حالة حرب، وتدى روح معنوية، مش هو فى وادى والجيش فى وادى، البوليس لحربى فى مصر وجد عسكرى (الجيش كله راح الاجازة بدون سلاح) ماكنش فيه عسكرى معاه سلاح غير بتوع يوسف صديق (حوالى 3 أو 4 ) . البوليس الحربى قبض على واحد منهم وأخذوا سلاحه ورحلوه، أنا كنت يوميها قاعد معاه فى زيارة، فبصينا لقينا موتوسكل جاى بجواب سرى من رئاسة اللواء (جواب سرى يعنى استجواب) فتح الجواب فلقى الآتى:
السيد/ الصاغ يوسف منصور صديق، نرجو الافادة عن أسباب نزول العسكرى رقم كذا -فلان الفلانى- الاجازة، ومعه بندقيته. الامضاء قائد اللواء، وكان بجواره البلوكامين. قال هات ورقه وقلم ورد:
السيد قائد الكتيبة، أرجو العلم بأن العسكرى فلان الفلانى -نزل اجازته ومعه بندقيته لأنها بندقيته، يوسف صديق. فطبعا الرد وصل لقائد اللواء، اتعفرت واستدعاه وقال ايه يا فندى انت بتهزر؟ قاله أبدا انت بتسأل ليه هو نازل معاه بندقيته فرديت لأنها بندقيته، قاله هو فيه واحد عسكرى ينزل أجازة ومعاه سلاحه؟ قال طبعا احنا فى حالة حرب، وهو فيه سلاحليك نشيل فيه البندقية؟ احنا بنتحرك مين يشيلها له؟ وشرح أهمية أن العسكرى ينزل أجازة ومعاه السلاح، لرفع الروح المعنوية اللى آخره -وكان واقف معاه بمباشى المكتب اسمه (أبو غواره) قال يعنى ياسى يوسف لو العسكرى 6 رطل لما ينزل أجازة ياخد المدفع 6 رطل معاه؟ قال له لا ياسى (غواره) السته رطل له 6 عساكر لما ينزل واحد يبقى فيه 5 عساكر يشيلوه المهم كان قائد الفرقة اللواء محمود فهمى نعمة الله يرحمه، كان راجل ظريف ولطيف يستملح الكلام فراح شتمه وقاله طب امشى.
مرة كتب شكوى وهو فى فلسطين (قعد الحرب كلها) كتب شكوى قصيدة للوزير اللى هو حيدر باشا وبعتها بالطريقة القانونية -قائد الكتيبة بعتها لقائد اللواء قائد قوات فلسطين فأركان حرب اللواء رد القصيدة، وقال أن الضابط ده يكتب الشكوى باللغة العادية فهو رد عليهم كتابة قالهم قولولى أولا أنا كاتب القصيدة بأرقى أنواع اللغة لأن الشعر هو أفصح مراتب اللغة العربية، فتقولولى الأول، السيد الوزير يفهم فى الشعر وألا ما يفهمش اذا كان بيفهم ابعتوله القصيدة، ما بيفهامش فى الشعر قولوا لى عشان أكتبها باللغة العادية فطبعا بعتوها.
يوسف صديق فى الحفلة دى قال قصيدة فى (عبد الواحد سبل) قصيدة جميلة يعبر فى الفترة دى عن اللى بيحصل للضباط المخلصين الوطنيين اللى بيناوئوا الحكومة والملك. والقصيدة حازت اعجاب واستحسان فى صفوف الجيش وعملت ضجة -بعد الحفلة بأسبوع أنا كنت فى الكتيبة الأولى مدافع ماكينة بالاسماعيلية، وكنت فى مصر فى أجازة وقت الحفل وأنا راجع بعد الاجازة (أسبوع) تقابلت فى القطار مع يوسف صديق، أيه الحكاية؟ كان أيامها واخد كلية أركان حرب وكان فى أدارة الجيش باقوله رايح فين؟ قال: (أنتقلت الكتيبة الأولى مدافع ماكينة) قلت له: (أهلا، شرفت -ليه؟) قال: (عشان القصيدة اللى قلتها فى عبد الواحد سبل). تانى يوم القصيدة انطلب فى ادارة الجيش وكان رئيس ادارة الجيش (اللواء طه محمد)، وكان من الضباط اللى يحبوا الشعر -دخل يوسف صديق وجد القصيدة أمامه وقاله (انت عملت مخالفة أمس بالنادى، انك خطبت فى النادى من غير أذن من ادارة الجيش، وعشان الضابط يخطب فى النادى لازم يأخذ اذن من ادارة الجيش، فقال له (بس انا ماخطبتش) قاله ازاى؟ ما هى قدامى أهى.
قال له (دى قصيدة شعر الوحى نزل فى الحفلة، امتى حاخد تصريح؟).
تعليق (طه محمد) أنا قريت القصيدة، اللى أحب أعبرة عنها -كما نزل كلام الله على المشرك، المهم دا تصرف غلط- وحدث احتداد على أساس ان النادى مليان مسخرة ولبخ وقال أن الملك يروح يسكر فى النادى، فلما نعمل احنا حفل تكريم لواحد زميلنا ونقول فيها شعر، والشعر لغة عربية فصحى غلطنا؟ فالمهم؟ فالمهم انتقل من ادارة الجيش وماكنش كمل -يعنى المفروض كان ادارة الجيش تقول عليها خدمة خارج السلاح، يأخذها كأركان حرب يقعد 4 سنين- كان مضى عليه 3 أو 4 شهور ودى الفترة الوحيدة اللى اشتغل فيها أركان حرب.
كان خريجى أركان حرب كانوا يشتغلوا باستمرار فى مناصب ادارة عمليات، ادارة تخطيط، ماكانش فيه ضابط أركان حرب يشتغل فى (أورطة) نادر جدا، وكان النادر ده هو يوسف صديق، ويمكن الوحيد فى العهد ده اللى كان بيشتغل فى (أورطه -أو كتيبة)، المهم استقبلنا فى الكتيبة وكان له اسم فى وسط الضباط، لانه كان ديما بيشتغل محامى فى المجالس العسكرية لطلاقة لسانه- لان المجالس العسكرية مش بيدافع عنك محامى أو ضابط عنده لسانس حقوق، يعنى ممكن لأى ضابط يترافع أمام المجالس العسكرية العليا- فهو كان معروف وسط الضباط بالحكاية دى وكان أى ضابط يحاكم يجيبه يترافع عنه، حتى اللى كان يجيب محامى مدنى كبير مشهور، كان يجيب يوسف صديق كصديق، لأن المتهم فى المجالس العسكرية من حقه يجيب محامى وصديق المحامى يترافع والصديق يلفت النظر للمحامى فى بعض النقط اللى تفوته، ودى طبعا لكفالة حقوق المتهم.
اشتغل قائد سرية وكان أيامها (صاغ) سنة 1946 وانا كنت فى السرية الرابعة ضابطا معاه فى السرية نفسها وبعد كده اشتغل أركان حرب الكتيبة وأنا كنت معاه مساعد أركان حرب.
طبعا كنا فى معسكر خيام وطبعا كل الضباط من غير عائلات، فطبعا القاعدة فى المعسكرات والخيام والميز، فكان كل الضباط حول يوسف صديق، يقول شعر، يتكلم فى حاجات عامة، توعيه سياسية برضه بدون وضوح، من ضمن الحاجات اللى عملناها علشان نستغفل الحكومة نقول كلام من المحاضرات رسمى، فى محاضرات اسمها مناظرة يوم الخميس من كل أسبوع، يعمل فى الصباح فطار عام للضباط يقدم (مخ ومحشى وحمام مش فول وطعمية).
يتقال محاضرة أو مناظرة، فجينا فى فرصة وعملنا مناظرة أنا وهو، كان الجيش وكانت مصر أيامها بتفكر فى دخول حرب فلسطين فى أوائل سنة 1947، هل الحرب نعمه؟ أم الحرب نقمة؟. وهو أخد الحرب نقمة وأنا أخذت الحرب نعمة، وضحك على -عشان وجهة نظر مصر تخش حرب والا لا، موضوع عسكرى فى هيئة مناظرة من غير ما جيب سيرة فلسطين، طبعا كان بيحضرها ضباط كتير، المهم على أثر المحاضرتين دول (المناظرة) فى أبريل سنة 1947 نقلنا بالتلغراف، يوسف صديق أسوان، وحسن دسوقى منقباد فى أسيوط، والتنفيذ فورا، حتى لم يستلموا عهدتنا (أبعاد)، ضابط مخابرات كان أمين وكنا عارفين مش متخفى، مكتوب على المكتب (ضابط مخابرات) لو كتب تقرير وحس ان فيه موقف مش تمام، فانتقلنا ونفذت النقل الى أسيوط وهو راح أسوان، بعدها بأسبوعين صدر أمر للكتيبة السابعة بتاعت يوسف صديق تتحرك الى فلسطين وأنا الكتيبة بتاعتى تحل محله فى أسوان.
واتقابلنا تانى فى أسوان، واحنا بعدهم بثلاث أو أربع أسابيع رحنا فلسطين وكان الجيش المصرى دخل فلسطين، وأول كتيبة دخلت فلسطين الكتيبة السابعة الى كان فيها يوسف صديق، وأنا كنت فى الكتيبة الخامسة مشاه، وفى فلسطين ما تقبلناش كتير، دخلنا فلسطين فى 1 يونيه سنة 1947 وأول كتيبة دخلت فى 15 مايو اللى هو اعلان دولة اسرئيل وكان فى سريتنا (أحمد عبد العزيز وصلاح سالم وكمال الدين حسين) الموقع اللى اشتغل فيه يوسف صديق فى فلسطين اسمه (الأوبى) هو اللى كان مسميه (الأوبى) اختصار (نقطة ملاحظة) (Opservation Point). الجيش المصرى كان فى حرب فلسطين عامل الخط الجيش ناشر نفسه كخط من أول رفح كده وطالع لغاية أسدود عبارة عن صف عساكر على الطرطور فطبعا دى فى الحروب القديمة، فى الحروب الحديثة فيه حاجات أحدث من كده، لان كده ممكن تكسره فى أى حتة ضعيفة وتخش تضرب فى الأجناب، وعاوز تبهدل زى ما أنت عاوز.
كان فيه واحد اسمه أحمد فؤاد حسن، الله يرحمه كان صاغ، قدم اقتراح وهاجم فيه الخط ده وقال ان احنا المفروض نعمل دفاع دائرى، دفاع جزائر، دفاع من جميع الجهـــات
all round defence اللى يقتحمه يتبهدل، فجاء أحمد فؤاد بالاقتراح وقال ايه رأيكم؟ وكان صديقى أنا ويوسف قلت له (حيرفدوك لانك قلت الصح) قال زى بعضه، خد التقرير وقدمه وتانى يوم أحيل الى الاستيداع، يوسف صديق مقتنع بفكره all round defence فراح عامل السرية بتاعته وطبق الفكرة وعمل هذا الموقع وقال انها نقطة ملاحظة وسماها O.P يعنى أقنعهم لأنه كان عايز ينفذ هذه الطريقة بأى شكل، وفعلا عمل موقع كان شوكة فى وسط 3 مستعمرات يهود الموقع ده سبب خسائر كثيرة لليهود حتى فى أيام الهدنة، يعنى فى أيام الهدنة كان فيه عدد من الجنود (ماكنش فيه مؤهلات فى الجنود) حرامية، خطافين وهجامين، كان يأخذهم ويعمل دورية ويطلع بهم وينطوا على البيوت بتاعت المستعمرات اللى قدامه، وسرقوا حاجات من البيوت، مش حرب، كان بيتسلى عليهم فى الهدنة -كان عنده طاقة من الجسارة مش عند حد، كان جسور جدا، أنا شخصيا ما شفتهاش عند حد، لا يأبه لشئ، مش عارفه ده كان شدة ايمان، كان مؤكن جدا، ودى كانت مدياله جسارة شديدة، كان زى الدبابة، واشتهر فى (O.P) وبدأت الناس تقتنع بالفكرة دى ولو أن مالحقناش ننفذها لأنه حصل الانسحاب من فلسطين فى أواخر سنة 48 لغزة وكانت كارثة وسببها الخط برضه، لأن كل اللى عملوه اليهود أنهم جم فى حته أمام (المجدل) ومدفعين رشاش قفلوا الطريق وفى حتة أمام (خان يونس) قفلوا الطريق، الجيش المصرى اضطر للانسحاب الى (غزة) على الساحل لأن مابقاش عنده امداد كل ده نتيجة الخط، من ضمن النوادر فى فلسطين، فتح باب الاجازات علشان العساكر تنزل لمدة 3 أيام وكا وحدة نزلت نسبة من العساكر، فيوسف صديق نزل عساكره ومعاهم بنادقهم على اكتافهم، كان رأيه أنه مش من المفروض أن العساكر تترك سلاحهم، ودى ليها هدف ان المدنيين يشعروا أن الجيش فى حالة حرب، وتدى روح معنوية، مش هو فى وادى والجيش فى وادى، البوليس لحربى فى مصر وجد عسكرى (الجيش كله راح الاجازة بدون سلاح) ماكنش فيه عسكرى معاه سلاح غير بتوع يوسف صديق (حوالى 3 أو 4 ) . البوليس الحربى قبض على واحد منهم وأخذوا سلاحه ورحلوه، أنا كنت يوميها قاعد معاه فى زيارة، فبصينا لقينا موتوسكل جاى بجواب سرى من رئاسة اللواء (جواب سرى يعنى استجواب) فتح الجواب فلقى الآتى:
السيد/ الصاغ يوسف منصور صديق، نرجو الافادة عن أسباب نزول العسكرى رقم كذا -فلان الفلانى- الاجازة، ومعه بندقيته. الامضاء قائد اللواء، وكان بجواره البلوكامين. قال هات ورقه وقلم ورد:
السيد قائد الكتيبة، أرجو العلم بأن العسكرى فلان الفلانى -نزل اجازته ومعه بندقيته لأنها بندقيته، يوسف صديق. فطبعا الرد وصل لقائد اللواء، اتعفرت واستدعاه وقال ايه يا فندى انت بتهزر؟ قاله أبدا انت بتسأل ليه هو نازل معاه بندقيته فرديت لأنها بندقيته، قاله هو فيه واحد عسكرى ينزل أجازة ومعاه سلاحه؟ قال طبعا احنا فى حالة حرب، وهو فيه سلاحليك نشيل فيه البندقية؟ احنا بنتحرك مين يشيلها له؟ وشرح أهمية أن العسكرى ينزل أجازة ومعاه السلاح، لرفع الروح المعنوية اللى آخره -وكان واقف معاه بمباشى المكتب اسمه (أبو غواره) قال يعنى ياسى يوسف لو العسكرى 6 رطل لما ينزل أجازة ياخد المدفع 6 رطل معاه؟ قال له لا ياسى (غواره) السته رطل له 6 عساكر لما ينزل واحد يبقى فيه 5 عساكر يشيلوه المهم كان قائد الفرقة اللواء محمود فهمى نعمة الله يرحمه، كان راجل ظريف ولطيف يستملح الكلام فراح شتمه وقاله طب امشى.
مرة كتب شكوى وهو فى فلسطين (قعد الحرب كلها) كتب شكوى قصيدة للوزير اللى هو حيدر باشا وبعتها بالطريقة القانونية -قائد الكتيبة بعتها لقائد اللواء قائد قوات فلسطين فأركان حرب اللواء رد القصيدة، وقال أن الضابط ده يكتب الشكوى باللغة العادية فهو رد عليهم كتابة قالهم قولولى أولا أنا كاتب القصيدة بأرقى أنواع اللغة لأن الشعر هو أفصح مراتب اللغة العربية، فتقولولى الأول، السيد الوزير يفهم فى الشعر وألا ما يفهمش اذا كان بيفهم ابعتوله القصيدة، ما بيفهامش فى الشعر قولوا لى عشان أكتبها باللغة العادية فطبعا بعتوها.
قل للوزير غمرتنا احسانا
ونشرته حتى على موتانا
الجيش كان اترقى 3 مرات والميتين وكله ما عدا حسن دسوقى ويوسف صديق، على أثر أن لجنة شئون الضباط فى مصر أعترضت على ترقيتنا -مش فى الحرب. المفروض أننا اتعلمنا أن الحرب هى مقياس كفاءة الضباط- واحنا كنا من أحسن المقاتلين والحمدلله وكنا بننفات فى الترقى علشان تقرير المخابرات (أمين حلمى نعمة الله) اللى نقلنا بالتلغراف من الأسماعيلية، ببطاردنا فى الملفات، وطبعا لجنة شئون الضباط فى وادى والجيش اللى بيحارب فى وادى والبلد كلها فى وادى، فكنا بننفات فى الترقى اوتوماتيك.
احنا كنا بنحب نسهر بالليل، شعر، قراءة، كتب مصطفى الرافعى بتركيز، قرأنا دواوين شعر عنتره والمتنبى والبحترى، كلها كانت جلسات قراءة عميقة، قراءة بدراسة وتوعية يوسف صديق كان عنده أشرقات جميلة جدا للتفهم، ويمكن كان يقول حاجات المؤلف ما يقصدهاش ولا على ذهنه، لكن بتيجى لبس، يعنى ياحبذا لو كان ده بطن الشاعر.
القصد، بعتوا القصيدة لحيدر باشا، هو كان شديد المراس، واحد غيره كان قطع القصيدة وكتب شكوى عادية، بصلابة، يعنى مثلا كان عنده اشراق ذهنى وسرعة بديهة لكن هو كان شديد المراس ماكنش يفوت، كان دايما يأخذ حقه وتسلط، مرة كان بيشهد فى مجلس عسكرى، فالشاهد يدخل، يضرب تعظيم سلام، رئيس المجلس بيقوله أقعد، الشاهد يقعد -يوسف صديق كان أيامها ظهره مريض- فدخل عظم والرئيس قال له أقعد، والمجلس مكون من 7 لواءات على المنصة وكان اللى بيترافع مع المتهم المحامى الكبير حمادة الناحل (مشهور قوى)، فيوسف صديق ماكناش يرتاح فى القاعدة الا اذا حط رجل على رجل. فقعد وسند ظهره وحط رجل على رجل وفى وسط الجلسة، المحامى بيترافع بهمة ومندمج فى المرافعة - وفجأة قطع المرافعة صوت رئيس المجلس كان شاهين باشا قائد المدفعية، فبص له وقاله: (يا أفندى أنت قاعد حاطط رجل على رجل؟) وفجأة وقال له نزل رجلك، فاللى حصل ان يوسف صديق كأنه كان تمثال، ولم يرمش ورد عليه وقال له: (لهو أنت واخد بالك من رجلى ومش واخد بالك من المحامى اللى عمال بيهاتى من الصبح)؟.
طبعا الرد ده والتصرف ده ما حدش يتصرفه غير يوسف صديق. يعنى كان مثلا نزل رجله، لم يتحرك أو يفكر فى الرد ولكن الرد كان سريعا، وطبعا الجو اتكهرب ورفعت الجلسة، قبل رفع الجلسة قال له نزل رجلك، قال له لا أنا دخلت عظمت قلت لى أقعد (كتاب البيادة - المشاة) أقعد زى ما أنا عايز -كتاب البيادة ما وصفش ازاى نقعد- يعنى وصف انتباه ازاى أدينا فى الخلف خياطة البنطلون، القدمين حرف V، استرح يعنى 12 بوصة يعنى محدد لكن أقعد دى ما وصفهاش، ماقالش أقعد حاطط رجل على رجل أقعد مربع.
كتاب البيادة ماقلهاش وتعلمناش، وكل ده وهو حاطط رجل على رجل، دى تدل على ازاى سرعة البديهة وسرعة الرد قوة ومنطق ماكانش سهل، وصلت القصيدة وحصل تصليح أوضاع وحصل ترقى بسرعة بس بعد الجيش كله ما ترقى مرتين ثلاثة وفين فى الحرب، يعنى حطونا فى مظهر سخيف يعنى أنا مثلا النشرة اللى أتفت فيها فى الترقى دى صدرت تانى يوم أنا صديت فيه هجوم على (أسدود) طلع بيه بلاغ عسكرى وأنا فى موقعى، وأنا قلت لقائد القوات: أنا أتهم لجنة شئون الضباط بالخيانة لانها تدفعنى لاسلم موقعى وهو كان فى حالة يرثى لها، لانه كتب لى جواب شكر وطالع بلاغ عسكرى وأنا باتهنى بالموقعة، ومتفات فى الترقى (كانى هربت من الحرب).
المهم كان بيعالج الأمور بايجابيات ما تخطرش على ذهن اللى بيسأل، دى كان يمتاز بها، كانوا مرة بيتكلموا مين يصلح أركان حرب؟ فكان فيه واحد اسمه شعبان باشا يوسف، كان رجل طيب قوى وكان عليه دور، فهم قاعدين يقولوا شعبان باشا رجل كويس وطيب فهو راح قايل: احنا بنبحث عن واحد يكون رئيس اركان حرب مش شحات فى السيدة.
جينا بعد حرب فلسطين ما خلصت فى 6 يناير 19949 كان معانا قطاع غزة ورفح وخان يونس هو فى الكتيبة السابعة وأنا فى الكتيبة الخامسة، وبعدين الهدنة، وانتهت الحرب واتعملت (اتفاقية روس)، فى مرة كان الضباط ابتدأت تتكلم عن ظروف الحرب واللى حصل، فى مرة رحت أزوره أنا وواحد أسمه محمود سليمان (كنا فى غزة) وهو كان فى (خان يونس) رحنا نزوره بالليل، فكان قائد الكتيبة (الدجوى) بتاع المحاكم العسكرية المشهور وكان أيامها فيه تعليمات بعدم التزاور والقعدات دى. فلما عرف ان احنا عند يوسف صديق فبعتلنا، انتوا أيه اللى جابكم هنا؟ قلنا أحنا جايين زيارة، فقالنا طيب اتفضلوا مشينا، وتانى يوم جه جواب بنزول يوسف صديق وحسن دسوقى الى القاهرة للاستغناء عن خدماتهم بالميدان -على رأى عبد العزيز فتحى (كان ياور رئيس قيادة الجيش) وكان صاحب يوسف، فلما قرأ الجواب بع ما قدمنا نفسه له قال "ياولاد الكلب، بعد مابقاش ميدان، استغنوا عنكم؟". فى فبراير 1949 أنا رحت على اللواء الأساسى بألماظة (مشاة) هو راح السودان ومن السودان على منقباد وبعدين على القاهرة- فى هذه الفترة لم نتقابل غير مصادفة فى المحطة.
أنا انضميت للضباط الأحرار عن طريق حمدى عبيد فى أواخر 1951 وأنا كنت عارف من يوسف صديق، هو اللى قاللى أنه فى تنظيم الضباط الأحرار وقاللى اتصل بمحمود سليمان كان هو مسافر وبعدين أنا باشتغل تحت قيادة حمدى عبيد لحد ليلة 23 يوليو 1952 -حصل لقاء مصادفة ليلة الثورة- الكلب جمال حماد -قال- حقيقى ثبت وجود حسن دسوقى فى القيادة ليلة الثورة، لكن أرجع هذا للصداقة الشديدة اللى بينى وبين يوسف صديق، وأنه يجوز انه عرف من يوسف صديق ميعاد الثورة. فقابله هناك، (يعنى زى ما يكون دعوة على العشاء أو عزومة) فرحت أقابله هناك، فى الوقت نفسه هو حمار، بيقول هو اللى واضع خطة الثورة، وفات عليه أن يوسف صديق دوره فى الخطة ما كانش فى القيادة خالص، اللى دوره واجبه انه يحتل القيادة كان أنا وبقوة صغيرة على أن ما فيهاش مقاومة، لأن الخطة مش معروفة وفيهاش مقاومة، ويوسف صديق كان قوة ضاربة سريعة الحركة تضرب فى الحتة الضعيفة احتياطى للمعركة، ولانها قوة كبيرة سريعة مدافع ماكينة فهذا ماكنش محلة ادارة الجيش أبدا، فيوسف صديق لما خرج بدرى (قبل ساعة الصفر بساعة) مايعرفش أن الخطة انكشفت وان رئيس أركان حرب الجيش جامع القواد فى الرئاسة فى مبنى القيادة. (فعبد الرحمن مكى) و (عبد الرؤوف عابدين) قابلوه قبل ما يخشوا المعسكر، وده اللى نجا الدنيا هما لو دخلوا المعسكر ماكانش حد أتحرك، لأن العساكر مش متوعين ولا تعرف حاجة عن السياسة والانقلاب، لانهم مش متجندين. الضباط هم اللى متجندين العساكر لا (قائد اللواء وقائد الفرقة فى هاكستب) مقبوض عليهما قبل وصولهما المعسكر وأخذهما يوسف صديق معاه فى الموكب وقابل جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر عند جامع السلطان حسين لأنه كان تاه فى الطريق (فى منطقة الكربة بمصر الجديدة) -وسمى بشارع الثورة بعد كده- الرواية اللى قالها لى لما أتقابلنا، كانوا عاوزين يلغوا العملية لانها انكشفت (الخطة) على أساس أن ساعة الصفر كان لسه فاضل عليها ساعة. فقال لهم يوسف صديق "أنا دلوقتى مرتكب جناية خيانة عظمى لانى قبضت على قائد الرقة وقائد اللواء- ودى فرصة أنهم مجتمعين فى القيادة نمسكهم مرة واحدة وفعلا أتجهه نحو القيادة.
انا اتحركت اول ما صدر أمر التحرك (من الكتيبة 13 واتجهت الى ادارة الجيش، قبل ما أتحرك (زكريا محيى الدين) قاللى أنه فيه مقاومة، (كانت التعليمات الاولانية انه مافيش مقاومة)- لما جيت عند المستشفى العسكرية قابلت عبد الحكيم عامر وكان معاه زغلول عبد الرحمن، يوسف ساب معاهم عبد الرحمن مكى وعبد لرؤوف عابدين.
وسمعت صوت رصاص -وقاللى (عبد الحكيم) أن يوسف صديق مشتبك مع القوة المحاصرة للقيادة فانت عزز الهجوم بتاعه، وادينا معلومات عن الموقف، وفعلا اتجهت الى القيادة، وسقطت القيادة. وسلم البوليس الحربى، ودخلنا، جابوا كتيبة بوليس حربى هاجمت القيادة وفتحت النيران على يوسف صديق وهو داخل، المعركة دى مات فيها 2 عساكر واحد من قوة الجيش واحد من قوة يوسف صديق. ودى معركة اقتحام ادارة الجيش، قابلته فى القيادة وكان صدره ينزف دماً حتى انى ظننت أنه أصيب فى المعركة، هو قاللى ان صدره تعبان فيه شرخ وأنا كنت عارف انه عيان بس ما كنتش زرته، ورحنا جبنا دكتور من المستشفى العسكرى بعد المعركة ما خلصت (المعركة استمرت 10 دقائق) وقعدنا على سلم القيادة مستنيين أن القيادة تيجى تستلم.
وجاءت بعد فترة طويلة شوية، قعدنا على السلم وطبعا هو كان مرهق جدا وكنا فى حالة انفعال شديدة. الجميع كان فى حالة انفعال شديدة طبعا، قاللى انه المفروض بعد ما خلصت العملية ان قيادة الثورة تيجى تستلم، لكن ما حدش جه اتأخروا فأنا بصيت له وقلت له "يعنى الجماعة اتأخروا" فقام واقف فى قلق وقال "وبعدين أيه العمل؟" قلت له "ولا حاجة احنا خلاص ارتكبنا جناية الخيانة العظمى كاملة وجريمة قتل، دى الحاجة المهمة اللى أنا فاكرها. وبعدين جم بقى وجه الدكتور اداله حقنة فى الرئة لوقف النزيف (وقالوا له بهد كده لما سافر لندن ان الحقنة دى كانت السبب فى المرض اللى حصله فى الرئة اليسرى وتم استئصالها بعد ذلك فى لندن).
ومشيت عملية الثورة. وهو بعد كده أتعين قائد اللواء السابع وأنا أركان حربه وكان اللواء السابع هو المسئول عن أمن الثورة، وعشان كده الوحيد اللى كان مبيطلعش صورته فى الجرائد، ماكانش بيحضر على أنه قائد القوة اللى حاتعمل الثورة وقت اللزوم، وكان قائد اللواء السابع وعضو مجلس الثورة فى الوقت نفسه.
كان أول قرار لمجلس الثورة هو عودة أحمد فؤاد حسن للخدمة (الذى رفد فى فلسطين) ويوسف صديق هو اللى جابه من بيته وعينه أركان حرب نمرة 1 -بس للآسف بيلغ جمال عبد الناصر حاجات مشوهة عنا -اكتشفناها بعد كده- قابلت (محمود شوكت) بالبوليس الحربى وقاللى عارف مين اللى كان بيشى بيكم قال (أحمد فؤاد حسن). وهو يوسف صديق ما كنش بيدارى. كان من ضمن الحاجات أنه كان بعد ما يرجع بيته يلاقى الصحفيين، يقول لهم أيه اللى كان بيحصل فى المجلس فجابوه مجلس الثورة كاستجواب أو محاكمة. ازاى اجتماعات مجلس قيادة الثورة يقولها للصحفيين؟
فهو رد قال لهم احنا مش بنعمل حاجة غلط، ده أنا بأقترح ان اجتماعاتنا دى تبقى مذاعة على الهواء والشعب كله يسمع احنا بنقول فى حقه ايه وحانتصرف معاه ازاى، أسرار أيه ده كان منطقة ماكانش يخبى حاجة.
كان قائد عسكرى ممتاز علاقته بالجنود والضباط جيدة جدا ومتينة، الواحد لما يدخل معركة تحت قيادته يبقى مطمئن لحسن تخطيطه، جسارة وشجاعة فى الوقت نفسه لانه يجيد التخطيط للمعارك، لكن مش بتاع مناورات سياسة، ما فيش التواء ويجتذب فقط اللى تحت ادارته -كان انسان كان شاعر رقة الدنيا كلها فيه وتمتعه بالجمال ورؤياه للجمال اينما وجد، يعنى ينظر يرى جمال ويستخرج ويبرز الجمال من حاجة ما حدش شايفها. يعنى كان مثلا فيه طريق فى الاسماعيلية به نخل فكان مدهون جزوعه (ارتفاع متر ونص) باللاكيه الأبيض، جميل جدا، فكنا نمشى بين الطريقين دول فكان هو مسميها مسابقة جمال السيقان كأنى ماشى فى مسابقة جمال السيقان (زمان زى مارلين ديتريش) كان انسان علاقاته كويسه جدا ووفاءه كامل للاصدقاء، مايعرفش الخبث، ويحب كل الناس، كان انسان وهو شاعر مافيش أرق من كده. مرة فى مناقشة مع جمال عبد الناصر بعد الثورة قال له بلاش تضغط على حسن دسوقى -سجن وسجن وتحديد اقامة ومفيش شغل، فقاله على العموم الضغط مش حايجيب نتيجة مع حسن، ده حسن ينام على فرع شجرة.
من ضمن النوادر. كان مفروض يقعد فى جاكتة جبس لمدة 3 سنوات فكان يتردد على المستشفى وكان فيه دكتور اسمه عبد النبى مدير المستشفى، كان اخترع مرحاض فى المعسكرات الخارجية لاستعمال الجنود، عمل قاعدة تتركل على جردل وسميت فى العهدة فى الدفاتر عندنا فى الجيش (أدبخانة طرظ عبد النبى) الموديل بتاعها طرظ عبد النبى- فى يوم جه عبد النبى لقى ورقة على المكتب بتاعه مكتوب عليها أيه؟
احنا كنا بنحب نسهر بالليل، شعر، قراءة، كتب مصطفى الرافعى بتركيز، قرأنا دواوين شعر عنتره والمتنبى والبحترى، كلها كانت جلسات قراءة عميقة، قراءة بدراسة وتوعية يوسف صديق كان عنده أشرقات جميلة جدا للتفهم، ويمكن كان يقول حاجات المؤلف ما يقصدهاش ولا على ذهنه، لكن بتيجى لبس، يعنى ياحبذا لو كان ده بطن الشاعر.
القصد، بعتوا القصيدة لحيدر باشا، هو كان شديد المراس، واحد غيره كان قطع القصيدة وكتب شكوى عادية، بصلابة، يعنى مثلا كان عنده اشراق ذهنى وسرعة بديهة لكن هو كان شديد المراس ماكنش يفوت، كان دايما يأخذ حقه وتسلط، مرة كان بيشهد فى مجلس عسكرى، فالشاهد يدخل، يضرب تعظيم سلام، رئيس المجلس بيقوله أقعد، الشاهد يقعد -يوسف صديق كان أيامها ظهره مريض- فدخل عظم والرئيس قال له أقعد، والمجلس مكون من 7 لواءات على المنصة وكان اللى بيترافع مع المتهم المحامى الكبير حمادة الناحل (مشهور قوى)، فيوسف صديق ماكناش يرتاح فى القاعدة الا اذا حط رجل على رجل. فقعد وسند ظهره وحط رجل على رجل وفى وسط الجلسة، المحامى بيترافع بهمة ومندمج فى المرافعة - وفجأة قطع المرافعة صوت رئيس المجلس كان شاهين باشا قائد المدفعية، فبص له وقاله: (يا أفندى أنت قاعد حاطط رجل على رجل؟) وفجأة وقال له نزل رجلك، فاللى حصل ان يوسف صديق كأنه كان تمثال، ولم يرمش ورد عليه وقال له: (لهو أنت واخد بالك من رجلى ومش واخد بالك من المحامى اللى عمال بيهاتى من الصبح)؟.
طبعا الرد ده والتصرف ده ما حدش يتصرفه غير يوسف صديق. يعنى كان مثلا نزل رجله، لم يتحرك أو يفكر فى الرد ولكن الرد كان سريعا، وطبعا الجو اتكهرب ورفعت الجلسة، قبل رفع الجلسة قال له نزل رجلك، قال له لا أنا دخلت عظمت قلت لى أقعد (كتاب البيادة - المشاة) أقعد زى ما أنا عايز -كتاب البيادة ما وصفش ازاى نقعد- يعنى وصف انتباه ازاى أدينا فى الخلف خياطة البنطلون، القدمين حرف V، استرح يعنى 12 بوصة يعنى محدد لكن أقعد دى ما وصفهاش، ماقالش أقعد حاطط رجل على رجل أقعد مربع.
كتاب البيادة ماقلهاش وتعلمناش، وكل ده وهو حاطط رجل على رجل، دى تدل على ازاى سرعة البديهة وسرعة الرد قوة ومنطق ماكانش سهل، وصلت القصيدة وحصل تصليح أوضاع وحصل ترقى بسرعة بس بعد الجيش كله ما ترقى مرتين ثلاثة وفين فى الحرب، يعنى حطونا فى مظهر سخيف يعنى أنا مثلا النشرة اللى أتفت فيها فى الترقى دى صدرت تانى يوم أنا صديت فيه هجوم على (أسدود) طلع بيه بلاغ عسكرى وأنا فى موقعى، وأنا قلت لقائد القوات: أنا أتهم لجنة شئون الضباط بالخيانة لانها تدفعنى لاسلم موقعى وهو كان فى حالة يرثى لها، لانه كتب لى جواب شكر وطالع بلاغ عسكرى وأنا باتهنى بالموقعة، ومتفات فى الترقى (كانى هربت من الحرب).
المهم كان بيعالج الأمور بايجابيات ما تخطرش على ذهن اللى بيسأل، دى كان يمتاز بها، كانوا مرة بيتكلموا مين يصلح أركان حرب؟ فكان فيه واحد اسمه شعبان باشا يوسف، كان رجل طيب قوى وكان عليه دور، فهم قاعدين يقولوا شعبان باشا رجل كويس وطيب فهو راح قايل: احنا بنبحث عن واحد يكون رئيس اركان حرب مش شحات فى السيدة.
جينا بعد حرب فلسطين ما خلصت فى 6 يناير 19949 كان معانا قطاع غزة ورفح وخان يونس هو فى الكتيبة السابعة وأنا فى الكتيبة الخامسة، وبعدين الهدنة، وانتهت الحرب واتعملت (اتفاقية روس)، فى مرة كان الضباط ابتدأت تتكلم عن ظروف الحرب واللى حصل، فى مرة رحت أزوره أنا وواحد أسمه محمود سليمان (كنا فى غزة) وهو كان فى (خان يونس) رحنا نزوره بالليل، فكان قائد الكتيبة (الدجوى) بتاع المحاكم العسكرية المشهور وكان أيامها فيه تعليمات بعدم التزاور والقعدات دى. فلما عرف ان احنا عند يوسف صديق فبعتلنا، انتوا أيه اللى جابكم هنا؟ قلنا أحنا جايين زيارة، فقالنا طيب اتفضلوا مشينا، وتانى يوم جه جواب بنزول يوسف صديق وحسن دسوقى الى القاهرة للاستغناء عن خدماتهم بالميدان -على رأى عبد العزيز فتحى (كان ياور رئيس قيادة الجيش) وكان صاحب يوسف، فلما قرأ الجواب بع ما قدمنا نفسه له قال "ياولاد الكلب، بعد مابقاش ميدان، استغنوا عنكم؟". فى فبراير 1949 أنا رحت على اللواء الأساسى بألماظة (مشاة) هو راح السودان ومن السودان على منقباد وبعدين على القاهرة- فى هذه الفترة لم نتقابل غير مصادفة فى المحطة.
أنا انضميت للضباط الأحرار عن طريق حمدى عبيد فى أواخر 1951 وأنا كنت عارف من يوسف صديق، هو اللى قاللى أنه فى تنظيم الضباط الأحرار وقاللى اتصل بمحمود سليمان كان هو مسافر وبعدين أنا باشتغل تحت قيادة حمدى عبيد لحد ليلة 23 يوليو 1952 -حصل لقاء مصادفة ليلة الثورة- الكلب جمال حماد -قال- حقيقى ثبت وجود حسن دسوقى فى القيادة ليلة الثورة، لكن أرجع هذا للصداقة الشديدة اللى بينى وبين يوسف صديق، وأنه يجوز انه عرف من يوسف صديق ميعاد الثورة. فقابله هناك، (يعنى زى ما يكون دعوة على العشاء أو عزومة) فرحت أقابله هناك، فى الوقت نفسه هو حمار، بيقول هو اللى واضع خطة الثورة، وفات عليه أن يوسف صديق دوره فى الخطة ما كانش فى القيادة خالص، اللى دوره واجبه انه يحتل القيادة كان أنا وبقوة صغيرة على أن ما فيهاش مقاومة، لأن الخطة مش معروفة وفيهاش مقاومة، ويوسف صديق كان قوة ضاربة سريعة الحركة تضرب فى الحتة الضعيفة احتياطى للمعركة، ولانها قوة كبيرة سريعة مدافع ماكينة فهذا ماكنش محلة ادارة الجيش أبدا، فيوسف صديق لما خرج بدرى (قبل ساعة الصفر بساعة) مايعرفش أن الخطة انكشفت وان رئيس أركان حرب الجيش جامع القواد فى الرئاسة فى مبنى القيادة. (فعبد الرحمن مكى) و (عبد الرؤوف عابدين) قابلوه قبل ما يخشوا المعسكر، وده اللى نجا الدنيا هما لو دخلوا المعسكر ماكانش حد أتحرك، لأن العساكر مش متوعين ولا تعرف حاجة عن السياسة والانقلاب، لانهم مش متجندين. الضباط هم اللى متجندين العساكر لا (قائد اللواء وقائد الفرقة فى هاكستب) مقبوض عليهما قبل وصولهما المعسكر وأخذهما يوسف صديق معاه فى الموكب وقابل جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر عند جامع السلطان حسين لأنه كان تاه فى الطريق (فى منطقة الكربة بمصر الجديدة) -وسمى بشارع الثورة بعد كده- الرواية اللى قالها لى لما أتقابلنا، كانوا عاوزين يلغوا العملية لانها انكشفت (الخطة) على أساس أن ساعة الصفر كان لسه فاضل عليها ساعة. فقال لهم يوسف صديق "أنا دلوقتى مرتكب جناية خيانة عظمى لانى قبضت على قائد الرقة وقائد اللواء- ودى فرصة أنهم مجتمعين فى القيادة نمسكهم مرة واحدة وفعلا أتجهه نحو القيادة.
انا اتحركت اول ما صدر أمر التحرك (من الكتيبة 13 واتجهت الى ادارة الجيش، قبل ما أتحرك (زكريا محيى الدين) قاللى أنه فيه مقاومة، (كانت التعليمات الاولانية انه مافيش مقاومة)- لما جيت عند المستشفى العسكرية قابلت عبد الحكيم عامر وكان معاه زغلول عبد الرحمن، يوسف ساب معاهم عبد الرحمن مكى وعبد لرؤوف عابدين.
وسمعت صوت رصاص -وقاللى (عبد الحكيم) أن يوسف صديق مشتبك مع القوة المحاصرة للقيادة فانت عزز الهجوم بتاعه، وادينا معلومات عن الموقف، وفعلا اتجهت الى القيادة، وسقطت القيادة. وسلم البوليس الحربى، ودخلنا، جابوا كتيبة بوليس حربى هاجمت القيادة وفتحت النيران على يوسف صديق وهو داخل، المعركة دى مات فيها 2 عساكر واحد من قوة الجيش واحد من قوة يوسف صديق. ودى معركة اقتحام ادارة الجيش، قابلته فى القيادة وكان صدره ينزف دماً حتى انى ظننت أنه أصيب فى المعركة، هو قاللى ان صدره تعبان فيه شرخ وأنا كنت عارف انه عيان بس ما كنتش زرته، ورحنا جبنا دكتور من المستشفى العسكرى بعد المعركة ما خلصت (المعركة استمرت 10 دقائق) وقعدنا على سلم القيادة مستنيين أن القيادة تيجى تستلم.
وجاءت بعد فترة طويلة شوية، قعدنا على السلم وطبعا هو كان مرهق جدا وكنا فى حالة انفعال شديدة. الجميع كان فى حالة انفعال شديدة طبعا، قاللى انه المفروض بعد ما خلصت العملية ان قيادة الثورة تيجى تستلم، لكن ما حدش جه اتأخروا فأنا بصيت له وقلت له "يعنى الجماعة اتأخروا" فقام واقف فى قلق وقال "وبعدين أيه العمل؟" قلت له "ولا حاجة احنا خلاص ارتكبنا جناية الخيانة العظمى كاملة وجريمة قتل، دى الحاجة المهمة اللى أنا فاكرها. وبعدين جم بقى وجه الدكتور اداله حقنة فى الرئة لوقف النزيف (وقالوا له بهد كده لما سافر لندن ان الحقنة دى كانت السبب فى المرض اللى حصله فى الرئة اليسرى وتم استئصالها بعد ذلك فى لندن).
ومشيت عملية الثورة. وهو بعد كده أتعين قائد اللواء السابع وأنا أركان حربه وكان اللواء السابع هو المسئول عن أمن الثورة، وعشان كده الوحيد اللى كان مبيطلعش صورته فى الجرائد، ماكانش بيحضر على أنه قائد القوة اللى حاتعمل الثورة وقت اللزوم، وكان قائد اللواء السابع وعضو مجلس الثورة فى الوقت نفسه.
كان أول قرار لمجلس الثورة هو عودة أحمد فؤاد حسن للخدمة (الذى رفد فى فلسطين) ويوسف صديق هو اللى جابه من بيته وعينه أركان حرب نمرة 1 -بس للآسف بيلغ جمال عبد الناصر حاجات مشوهة عنا -اكتشفناها بعد كده- قابلت (محمود شوكت) بالبوليس الحربى وقاللى عارف مين اللى كان بيشى بيكم قال (أحمد فؤاد حسن). وهو يوسف صديق ما كنش بيدارى. كان من ضمن الحاجات أنه كان بعد ما يرجع بيته يلاقى الصحفيين، يقول لهم أيه اللى كان بيحصل فى المجلس فجابوه مجلس الثورة كاستجواب أو محاكمة. ازاى اجتماعات مجلس قيادة الثورة يقولها للصحفيين؟
فهو رد قال لهم احنا مش بنعمل حاجة غلط، ده أنا بأقترح ان اجتماعاتنا دى تبقى مذاعة على الهواء والشعب كله يسمع احنا بنقول فى حقه ايه وحانتصرف معاه ازاى، أسرار أيه ده كان منطقة ماكانش يخبى حاجة.
كان قائد عسكرى ممتاز علاقته بالجنود والضباط جيدة جدا ومتينة، الواحد لما يدخل معركة تحت قيادته يبقى مطمئن لحسن تخطيطه، جسارة وشجاعة فى الوقت نفسه لانه يجيد التخطيط للمعارك، لكن مش بتاع مناورات سياسة، ما فيش التواء ويجتذب فقط اللى تحت ادارته -كان انسان كان شاعر رقة الدنيا كلها فيه وتمتعه بالجمال ورؤياه للجمال اينما وجد، يعنى ينظر يرى جمال ويستخرج ويبرز الجمال من حاجة ما حدش شايفها. يعنى كان مثلا فيه طريق فى الاسماعيلية به نخل فكان مدهون جزوعه (ارتفاع متر ونص) باللاكيه الأبيض، جميل جدا، فكنا نمشى بين الطريقين دول فكان هو مسميها مسابقة جمال السيقان كأنى ماشى فى مسابقة جمال السيقان (زمان زى مارلين ديتريش) كان انسان علاقاته كويسه جدا ووفاءه كامل للاصدقاء، مايعرفش الخبث، ويحب كل الناس، كان انسان وهو شاعر مافيش أرق من كده. مرة فى مناقشة مع جمال عبد الناصر بعد الثورة قال له بلاش تضغط على حسن دسوقى -سجن وسجن وتحديد اقامة ومفيش شغل، فقاله على العموم الضغط مش حايجيب نتيجة مع حسن، ده حسن ينام على فرع شجرة.
من ضمن النوادر. كان مفروض يقعد فى جاكتة جبس لمدة 3 سنوات فكان يتردد على المستشفى وكان فيه دكتور اسمه عبد النبى مدير المستشفى، كان اخترع مرحاض فى المعسكرات الخارجية لاستعمال الجنود، عمل قاعدة تتركل على جردل وسميت فى العهدة فى الدفاتر عندنا فى الجيش (أدبخانة طرظ عبد النبى) الموديل بتاعها طرظ عبد النبى- فى يوم جه عبد النبى لقى ورقة على المكتب بتاعه مكتوب عليها أيه؟
عبد النبى يا بن قوم فى الورى برعوا
وراقهم منظر المرحاض فاخترعوا
وشيدوه على الأيام مفخرة
فليت قوماً على خطواتك ابتدعوا
كان بيدرس اركان حرب وهو مريض، كان الطالب فى كلية أركان حرب فى آخر الكورس يقدم بحثاً يأخذ عليه تقدير دراسى، فهو اختار (لجنة للتاريخ) اختار بحث عن تاريخ الجيش المصرى والمعارك اللى خاضها وأوصافها، وكان البحث باللغة الانجليزية، عشان المدرسين فى كلية اركان حرب كانوا انجليز، وكان فيه حاجة اسمها البعثة الريطانية فى مصر كان قائدها إنجليزى كان هو اللى بيحضر حفلة التخرج ومعاه رئيس هيئة أركان الجيش المصرى والقيادة كلها، فهو أختار تاريخ الجيش الأول. وتسلسل به من أول الفراعنة من أحمس وتحتمس وبعدين الجيش أحيانا فى القمة واحيانا انسمحلال وينتهى بيلجرف البحث بقاعة بجملة بالانجليزى:
"But still the Egyptian army is waiting the Pure Egyptian Leader."
"مازال الجيش المصرى ينتظر القائد المصرى النقى"
وكان الملك هو قائد الجيش وكان ابراهيم عطا الله باشا قائد عام الجيش (راح نافخ نفسه ومنتظر الاشادة لان القائد النقى وصل فعلا، ولكنهم فوجئوا بأنه قال:
"But still the Egyptian army is waiting the Pure Egyptian Leader."
وعظم ونزل، فما خدش حاجة فى البحث ده طبعا، وحتى لما أخذ كلية اركان حرب لم يشتغل فى اى مكان حساس، مش يوسف صديق اللى يتحط فى مراكز حساسة، يعنى حتى الشوية اللى اشتغلها كان ماسك السجلات العسكرية، عاوزين يكتموه، وكان فى البحث ده يمجد البطل أحمد عرابى -فى حين كان يدرس فى هذا الوقت عرابى على أنه خائن.
وهو فى البحث وصف Pure Egyptian Leader المطلوب مصرى ابن مصرى طلع من الأرض وجاب أوصافه مش سايبها وبحث تاريخى مقصود. كان مناضلا شديدا، طول ما هو عاش يناضل.
حسن الدسوقى
____________________
"الصاغ حسن الدسوقى. كان من أقرب الأصدقاء ليوسف صديق، وقد لعبت الظروف دورها فى أن يكون رفيقا له فى دوره البطولى ليلة 23 يوليو. كما كان شريكا له فيما ناله من الأذى بعد الثورة نتيجة للخلافات والصراعات التى حدثت بعدها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق