أنهت معاهدة سنة 1936م قيادة الانجليز للجيش (صوريا) واستبدلت ببعثة من الجيش الانجليزى تشرف على تعلم الجيش وتدريبه.
وأصبحت قيادة الجيش فى يد الضباط المصريين، وكان أول ضابط مصرى تولى القيادة هو اللواء (محمود شكرى باشا) ومازالت تنتقل الى أن وصلت الى اللواء (ابراهيم عطا الله باشا).
وفى ظل القيادة المصرية، قيادة الباشوات فلقد كان ضباط الجيش اذا وصل الى رتبة القائم نقام يحصل على لقب (بك) فاذا ما وصل الى رتبة اللواء حصل على لقب (باشا)، فى ظل قيادة الباشوات وصلت الأوضاع الى الحضيض، وأستطيع أن أقول أن (ابراهيم عطالله باشا) كان له الفضل فى الثورة أو على الأقل فأنه قد دفعها قوية الى الأمام.
فلقد كان (بشاوات الجيش) أقل بكثير من الباشاوات المدنين من حيث الغنى والجاه فالباشاوات المدنيين كانوا لا يصلون الى ربتة الباشوية الا بعد تقديم واجبات الطاعة والولاء والحب والاخلاص للذات الملكية، وكان ذلك يكلفهم من المال الذى يقدم فى صورة هدايا بصورة ما وما أكثر صورهم فبعضهم كان يلعب الميسر مع الملك ويخسر له عن عمد آلاف الجنيهات، وبعضهم كان يزيد من ثروة الملكمستغلا منصبه فكان (ناظر الخاصة الملكية) يرغم الفلاحين الذين يمكلمون أرضاً تجاور أرض الملك على بيع أراضيهم بأبخس الأثمان لتضاف الى أرض الملك وألا تعرضوا لما لا طاقة لهم به من الوان العذاب، ولمع اسم (الابراشى باشا) بصفة خاصة فى ذلك الميدان وكان (الباشا) يدفع وهو يعلم أنه سيسترد ما دفعه أضعافاً مضاعفة من دم الشعب فكانت سلطة الدولة فى خدمته وتحت أمره اينما كان يعيش.
وكان لقب (الباشا) فضفاضا على ضباط الجيش الذين كانوا لا يملكون فى الغالب غير مرتباتهم وليس لهم أى سلطان فى الدولة خارج الجيش، وكان اذا ذكر اسم واحد منهم بين الناس لا يعرونه كما يعرفون الباشوات الحقيقيين فكان يقال عنه أنه (باشا جيش).
ولذلك فقد كانت قيادة الباشاوات قد بدأت تفرض (ضرائب) على الضباط بدأت هذه الضريبة تفرض على الضابط الذى يأتى عليه الدور للترقية الى رتبة (اللواء) ليصبح من نمرة الباشاوات فكان عليه أن يدفع مبلغاً معلوماً والا تخطته الترقية.
والى هنا لم يشغل الأمر بال الضباط الأصاغر ولم يهتموا به فالرحلة بينهم وبين هذا الموقف ما تزال بعيدة.
وقد قيل فى الحكم الأمثال، نهمان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال: فازدادت الحاجة الى المال فهبطت الضريبة درجة أخرى وفرضت على من يرقى الى رتبة تعطية لقب (البك)، وكانت لها أسعار معروفة وحتى جاء زمن (عطالله باشا) كانت قد هبطت الى أن شملت جميع الرتب، وهنا بدأ الضباط الأصاغر يتحركون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق