رغم تحديد اقامة والدى الا أنه فى خلال أزمة مارس سنة 1954ىقام بكتابة خطاب سلمه بنفسه للرئيس اللواء محمد نجيب ونشرت جريدة "المصرى" نصه اقترح فيه قيام وزارة ائتلافية من الوفد والاخوان والاشتراكيون والشيوعيين برئاسة الدكتور وحيد رأفت، تحدث فيها صراحة عن ضرورة تخلى الجيش عن السلطة ونقلها الى الشعب من خلال اجراءات ديمقراطية، فقد تمسك منذ البداية بالديمقراطية نظاما لحكم البلاد فى هذه الفترة آخبرنى أبى أنه يريد مقابلة الصحفى "أمين عبد المؤمن" ليعمل معه حديثا فى جريدة المصرى، وكنت أعرف هذا الصحفى حيث كان يتردد على منزل والدى بثكنات العباسية فى بداية الثورة، والمشكلة أن والدى لا يستطيع الخروج من المنزل لأن اقامته محدده بالمنزل الذى يوضع عليه حراسة 2 مخبرين فرسم لى أبى الخطة للقيام بهذا العمل وقد نفذت هذه الخطة بنجاح، ذهبت فى الموعد المحدد لمقابلة الصحفى "أمين عبد المؤمن" الذى كان منتظرا ظهرا أمام "حلمية بالاس" وهو الملهى الذى كان يسهر فيه الملك فاروق قبل الثورة وكان مكانه المفضل للسكر والعربدة وكان هذا الملهى قريبا من منزلنا فى حلمية الزيتون قابلت الصحفى وطلبت منه أن يتبعتى لأننى سأدخله الفيلا بطريقة سرية حتى لا يراه الحرس الواقف أمام فيلا، وكان بحديقة الفيلا الخلفية مكان مفتوح بين الأشجار يسمح بمرور فرد واحد بشرط أن يكون مثنى القامة، تطل هذه الفتحة على ممر بين فيلتين خلفيتين ويقود الى الشارع الرئيسى، دخلت من الفتحة التى بين الاشجار بسهولة لأننى صغيرة وجسمى رفيع وتبعنى الصحفى بصعوبة حيث أنه كان بدين الجسم ولكنه استطاع الدخول الى داخل الحديقة الخلفية ثم الى داخل المنزل من الخلف، وكان لقاءه بالوالد والحديث الذى نشر بعد ذلك فى جريدة "المصرى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق