بقلم نبيل زكى
يوميات الأخبار يكتبها اليوم نبيل زكى
1996/7/24
**انتهى زمن المصالح الذاتية والاهواء السياسية والصراعات التى يمكن أن تبرر أغفال دور هذا الرجل**
التاريخ.. المظلــــــــــــــــوم
فى متحف القلعة، توجد قاعة مخصصة لتاريخ ثورة 23 يوليو 1952. تحتوى القاعة على تماثيل نصفية لأعضاء مجلس قيادة الثورة.
وقد شاركت الأجهزة الفنية المختصة بوزارة الثقافة فى أقامة هذا المتحف.
ووما يلفت النظر انه لا يوجد بين هذه التماثيل.. تمثال لعضو مجلس قيادة الثورة البكباشى يوسف منصور صديق رغم أن الرجل كان من أبرز أبطال تلك الثورة وأكبر المساهمين فى نجاحها.
ومما يلفت النظر أن اسم يوسف صديق لم يرد فى قائمة أسماء الضباط الأحرار المعروضة بالمتحف.
وهكذا بقى (يوسف صديق) مظلوما بعد مماته بعد أن ظل مظلوما فى حياته، وفى هذه المرة يصبح التاريخ أيضاً مظلوما.
أتذكر أننى كنت أزور متحف لينين فى العهد السوفيتى، ورأيت صورة لأعضاء المكتب السياسى لحزب البلاشفة الذى قاد ثورة أكتوبر الاشتراكية.
غير أن (ليون تروتسكى) أحد قادة تلك الثورة كان محذوفا من الصورة وتركوا مكانه خاليا.
غير أنه فى حالة يوسف صديق فان قائد الثورة نفسه - جمال عبد الناصر- تحدث فى خطابه الشهير عام 1962 فى ذكرى الثورة عن دور يوسف صديق، بكل تفصيلاته، فى نجاح الثورة. وقال عبد الناصر أنه لولا خروج كتيبة يوسف صديق من معسكر هاكستيب قبل ساعة الصفر بساعة واحدة لكانت الثورة قد فشلت.
والقصة معروفة لا تحتاج الى تكرار فقد القى يوسف صديق القبض على قادة الجيش الموالين للملك المجتمعين فى قيادة الجيش واستولى على القيادة، كما أطلق سراح جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر اللذين كانا قد القى القبض عليهما فى الشارع على يد القوات الموالية للملك.
وشجاعة وبطولة يوسف صديق ليست موضع جدا، فقد كانت شجاعة فذة وبطولة نادرة ولذلك استقال فى 16 يناير 1953 من عضوية مجلس قيادة الثورة احتجاجا على الغاء الدستور وحل الأحزاب السياسية، ورفض المجلس أقامة حكم نيابى ديمقراطى.
وأتصور انه فى هذه الأيام، لا توجد أية مصالح ذاتية أو أهواء سياسية أو صراعات لا مبدئية تبرر تجاهل يوسف صديق وحذف دوره من التاريخ ذلك أننا لا تملك هذا الحق، وليس بوسعنا أن نفعل شيئا أزاء ما سجلته بالفعل صفحات هذا التاريخ.
وأتصور أيضا أن ما حدث هو خطأ غير مقصود، وربما من قبيل السهو، أو لأن الظروف السابقة لم تسمح بتركيز الأضواء على دور هذا الرجل الشجاع الذى أسهم بالفعل فى تغيير مجرى التاريخ.
الأخبار فى 1996/7/24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق