أبيات من قصائد متفرقة

أعتبره طلبة الكلية الحربية خلال فترة الدراسة شاعر الكلية وكان "يوسف صديق" ينتهز كل مناسبة ليلقى فيها قصيدة من تأليفه. فمثلا فى المبارة النهائية بين الكلية الحربية وكلية البوليس كتب "يوسف صديق" قصيدة يفند فيها ما يقال عن "العدوان التقليدية" بين الكليتين.. فقال:
هم أهل فن من قديم زمانهم
لكن خلقنا فننا تعجيلا
ففنونهم هرمت وتلك فنوننا
مازال غضا خيرها ونضيرا
ظلموا مودتنا وقالوا اننا
قوم تعادينا فبئس القيلا


وفى السنة النهائية بالكلية الحربية عام 32 - 1933، شعر "يوسف صديق" بيأس مفاجئ من النجاح.. بسبب اشاعة خبيثة تسربت.. لتؤكد أن عدد الناجحين لن يزيد عن ثلاثة من ثلاثين طالبا.. وكان كبير مدرسى الكلية وقتها انجليزيا اسمه "ثورن يورن بك".. وتحرك الشاعر فى أعماق "يوسف صديق".. وبكل مرارات المأساة فى أعماقه.. كتب قصيدة أليمة تقول:
 حتام تخدع يا زمان وأخدع
وأرى سراباً فى المقفار وأتبع
عودتنى صبر الرسول على الأذى
علمتنى أن الحياة توجع
ابنى..فتهدم يا زمان معاقلى
واجدد البنبان ثم تضعضع
لا أنت تخضع يا زمان لهمتى
أبدا..ولا أنا للنوائب أخضع


 وحينما أصيب بتسوس فى عظام العمود الفقرى كتب قصيدة مطلعها:
كفنت فى شرخ الشباب ولم أمت
ونفت عذاباً دون قسوته القبر


 وفى أثناء حرب فلسطين سنة 1948 كان "يوسف صديق" بموقع "أشدود" ولم تشغله أصوات المدافع والقنابل عن الحدائق الغناء التى عليها "أشدود" فكتب قصيدة كانت مقدمتها تقول:
يا جنة فى ربى "أشدود" وارفة
تموج بالسحر اشكالا وألوانا
أعدها المبدع البارى وزينها
للصابرين على الأيام رضوانا

وعندما تخطوه فى الترقية وهو فى حرب فلسطين رغم خطابات الشكر والتقدير كتب قصيدة وهو فى فلسطين تقول بعض أبياتها:
أمنت ظهرى بالحبيب من العدا
فأصابنى فيه الحبيب تعمدا
ورميت بالسهمين سهم شاهد
فى الصدر أنى ما تهيبت الردى
شهدت لى الأعداء عدلا يا ترى
سهم الأحبه ما عسى أن يشهدا


كما ارسل قصيدة وهو فى فلسطين "لحيدر باشا" بتظلم من تخطيه فى الترقية، فقال:
قل للوزير وقد تبين حقنا
وورلاءنا ما باله ينسانا
إنا لنطلب حقنا لا نبتغى
من فضله جودا ولا إحسانا


كما كتب "يوسف صديق" على صورة شخصية مهداه منه يقول:
اقدمها وتحسدها عيونى 
تجود بقربكم والوصل دونى
فإن جارت على أحلام قنبى
فمن حسناتها أن تذكرونى
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية- رأت (بريطانيا) أن تهدى (وساماً) إلى مصر تعترف فيه بأنه كان لمصر دور فعال فى كسب الحرب- حيث أفلح الجيش المصرى فى بعض ما فشل فيه الانجليز وبصفة خاصة (الدفاع عن قنال السويس)- الذى حققت فيه المدفعية المصرية نجاحاً بعد عجز الانجليز عن القيام بهذا الواجب.
وأهدى الوسام الى قائد القوات المصرية.. إلى الرجل العسكرى.
وفى هذا الاحتفال الذى أقيم بهذه المناسبة وحضره كبار رجال (الوفد) الذى كان فى الحكم- وكان من بينهم الخطيب الكبير (مكرم عبيد) الذى كان مشهوراً ببلاغته وفصاحته فى الخطابة- ألقى يوسف صديق قصيدة جاء فى مطلعها:
ضعوا الأقلام وامتشقوا الحساما
فرب السيف قد حمل الوساما
وقولوا للذى يرجو خلاصا
بتنميق الكلام: كفى كلاما
هى الدنيا صراع لا إقتناع
بغير الجيش لن نحيا كراما
ومن نادى بغير الجيش يهذى
وعن نور الحقيقة قد تعامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق