معهد الأركان


ألقاها يوسف صديق فى الاحتفال بيوم كلية أركان الحرب يوم 22 يونيه سنة 1947

يوم على التاريخ صار مخلدا
 أحيا به الفاروق هذا المعهدا 
فاستل سيفاً دانت الدنيا له
 طالت به الأيام يبكى مغمدا
 يا معهد الأركان هذا موقف 
ما جد فى التاريخ لكن جددا
عرف الملوك الخالدون طريقهم
 نحو الخلود فكان منك المبتدا
فالملك لا يبنى بغــير دعــائم
 تقـوى على حمل البناء مشيدا 
ومتانة البنيان فى أركانه
 ان دعمت جاء البناء موطدا
وهل البناة سوى الجيوش وهل ترى
 ملكاً بغير جنوده أمن العدا
والجيش جسم إنما أعصابه
 أركانه إن لم تعنه تقاعدا 
**** 
يا أيها الأركان فى الجيش الذى 
 دانت له الدنيا ولن تترددا 
لا يسأل التاريخ عن آثاره 
 لن يفرغ التاريخ ان هو عددا 
فى جنده طى النفوس بقية
 محبوسة من جذوة لن تخمدا
حبست بحكمة خير من سعدت به 
 مصر ومن أسدى لنهضتها يدا
فالناس إن ذكر اسم مصر تذكروا
 فرعون والأهرام ثم محمدا
هو منشئ الجيش الحديث به بنى 
 ملكاً على النيل السعيد موحدا
والنيل يجرى بالحياة فهل ترى 
 روحاً تضم سوى كياناً واحدا
****
ورأى مصير الشرق ليلا حالكاً
 يفزو معاقله رهيبا أسودا
فلقد خبت فى آل عثمان الحيــاة 
 ولاح فى سلطانهم شبح الردى 
فسعى إلى الرجل المريض وحوله 
 ترنو عيون ذوى المطامع رصدا
ومضى به إبراهيم مرهوب الخطى

فأثار حقد الطامعين وأوقدا
وقفوا له صفاً يحدد مجده
ورأى صواب الرأى أن يتحددا
والجيش عاد إلى العرين ولم يكن
رغم اعتزاز النصر قد بلغ المدى
عاد الرجال وفى الصدور بقية
  محبوسة من جذوة لن تخمدا 
  ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق