عزيزى المنز..
إنى أراك تمثل أمامى دور (قيس).. غير أنى أعلم فيما يعلم الناس أن قيسا صار كذلك.. لأن (المهدى) حال دونه ودون ليلاه.. أما أنت!! وأنت هذه.. لا تجيد أنت الإجابة عنها كما أجيدها لك.. أنت قيس الذى ملكه المهدى ليلاه فأضاعها وراح يبكى على عادة أهل الشرق فى الحب وهو يقول.. هاتولى حبيبى.. يا مين يجيب لى حبيبى.. أما أنا فبعد ما بذلت معك من عون صادق فى معركة حبك وأديت واجبى العسكرى فيها بأمانة وشرف.. فإننى أقول لك: على الله.. يحنن.. وإنك فى سلوكك هذا الأسلوب معى تكلفنى فوق طاقتى فى تدليلك.. فإن كنت تحب سهير -إلى الحد الذى يلوح من أوجاعك- فلاشك أنك تعلم جيداً قبل أن تحب أن للحب جنته وناره وليس هناك ما يدعوك إلى تحميلى نصيبا من حمقك لا مبرر لحمله.
غير أننى أعود فأشفق عليك مرة أخرى.. وأرجو أن تكون أخيرة.. فأفسر لك بعض ما خفى عليك من الأمر فتركك نهبا للظنون تفترسك.. فإن سهيرا قد أحبتك لأنها وجدتنى أحبك -وهى تحبنى- وأرجو ألا أكون قد حاولت إنقاذك من سعير الظنون لألقى بك فى أتون الغيرة بذكر هذه الحقيقة..وأن بينى وبينها الآن قطيعة أو شبه قطيعة وتأبى هى دلالا، إلا أن أصالحها وأزوغ أنا فقرا وإصلاحا إلا أن تصالحنى، فكان طبيعيا أن تنعكس عليك صورتها التى ارادت هى أن ترسمها أنت لى، وعذرها فى ذلك أنها (تظن) أيضا أنك لاشك على علم بما هو جار بينى وبينها، وطبعا توافق عليه.. أو لا تثور له على الأقل مع علمك التام أنها تقاسى ظلما ألم بها لذنب لم تكن لها حيلة فى اجتنابه إن صح أن يكون ذنبا.
وهكذا تظن حضرتك وتظن حضرتها وعلى تفسير الظنون.. اسمع ياهذا.. إن عروسك فى خطر وأنت تعلم أن من أعدائك فيها جنود من جنود مصر.. وعليك أن تدخل المعركة على هذا الأساس، فإن فزت فهى لك -وأننى أدفعك لدخول المعركة وأنا أشد ما أكون ثقة من نجاحك وفوزك.. لأننى أعلم أن سهيرا قد قطعت عهدا.. وما قطعت سهير عهدها لمجرد أنها تحبنى -كما هو شأنك- وإنما لأن لسان الحال الواحد قد ألف بين قلبيكما فى هذه الحياة، فلا تظنن أن حياة سهير تقل شقاء عن حياتك.. فهو الشقاء، لكنه ألوان.. فإن كنت ستكابرنى بأنك نشأت يتيما فقد ولدت هى كذلك.. أو ليس اليتيم هو الذى تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا؟.. فإن كنت أنت يتيم الحقيقة فإنها هى يتيمة الواقع.. وأسباب أخرى لا أبوح لك بها محافظة على كيان ابنتى من أن تستبد بها فى الحب إعنانا وتلويعا.
أدخل المعركة ولا تقولن لى حين أدفعك وأهيئ لك الفرصة إن أعصابك قد خارت عن احتمال أعاصير الهوى.. وإننى مازلت متمسكا بأن تقوم بشخصك وبيدك لتوصيل النقود وألا تفر من المعركة هكذا وتطلب موافقتى.
أيها القيس: إن مخاوفك هذه لا يكون لها إلا أحد معان ثلاثة.. فإما أن يكون معناها ضعف ثقتك فى نفسك، وهذا ما لا حيلة لى فى دفعه.. وإما أن يكون معناها ضعف ثقتك بى، وهذا مالا أرضاه ولا أحب أن تبلغنيه فى كل ورقة تصلنى منك.. وإما أن يكون ذلك المعنى هو ضعف ثقتك فى سهير.. وهذا ما أخشاه لأن سهيرا تثق إنها ثقة وما من شئ يجرح كبرياءها كأن تجد هذه الثقة محل مناقشة.
أيها القيس.. امض عنى
المخلص
يوسف صديق
روز اليوسف 2007/8/10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق